بلدي نيوز-(خالد المحمد)
منعت الحواجز العسكرية التابعة للنظام قبل عدة أيام، لجنة طبية من الدخول إلى منطقة وادي بردى، بعد توارد الأنباء عن ظهور أعراض شبه مؤكدة عن "متلازمة غيلان باريه" على العديد من الحالات التي أخذت أعدادها بالتزايد بشكل ملحوظ خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكد الناشط (عمر الحوري)، أن اللجنة عادت أدراجها دون أن يُسمح لها بالدخول لمعاينة المرضى، حيث وصل عدد الإصابات الى نحو 20 إصابة، تعاني جميعها من شلل عام بكافة أنحاء الجسم، حيث كان من المتوقع أن يسمح بإجلاء الحالات الأكثر حرجاً لتلقي العلاج في مشافي دمشق.
ونوه(الحوري) إلى أن عدد الإصابات المسجلة في قرية (دير قانون) لوحدها، منذ 10 أيام وحتى اللحظة بلغ 6 حالات توفي أحدهم، في حين بدأت آثار الشلل العام تظهر على الخمسة أشخاص المتبقين، وسط عجز الأهالي عن تقديم أي علاج.
من جانبه، أوضح الدكتور (حازم) وهو -اسم مستعار- لطبيب يعمل في إحدى المشافي الحكومية بالعاصمة دمشق، أن أحداً لم يتمكن من تحديد الأسباب الرئيسية وراء انتشار متلازمة "غيلان باريه"، لا سيما وأنه يندرج ضمن الأمراض التي ظهرت خلال سنوات الحرب.
مشيراً في الوقت نفسه، إلى أن هذا المرض بدأ بالظهور في مناطق النظام، حيث سجلت عشرات الحالات قبل أشهر في كل من دمشق واللاذقية، حيث تربطها العديد من المصادر بالجنود الروس الذين دخلوا إلى سوريا، حيث بدأت بالانتشار في مناطق النظام وتحديداً في مناطق انتشار الجنود الروس.
وقال الدكتور (حازم) في حديث خاص لبلدي نيوز:" تصنف متلازمة غيلان باريه، كأحد الأمراض النادرة والغير شائعة، وتتشابه أعراضها إلى حد كبير مع أعراض الانفلونزا الحادة، وسرعان ما تتحول إلى شلل في الأطراف السفلية، ومن ثم تمتد بشكل تدريجي إلى كافة أنحاء الجسم، باستثناء العينين، مسببةً الموت في بعض الحالات"، وهي تصيب كل الأعمار، ولكن نسبة حدوثه لدى الأطفال أعلى.
مبينًا في الوقت نفسه، أن أعراض المرض تبدأ بالظهور خلال ساعات، ويستمر تطور المرض لمدة من أسبوعين إلى شهر، ما يسبب عدم القدرة على المشي عند 60% من المصابين، وضعف في الوظيفة التنفسية عند نصفهم تقريباً.
كما أوضح أن الشلل العصبي المصاحب للمرض، قد يترك آثاراً جانبية سلبية على المصابين الذين يشفون منه، خصوصاً في عمليات النطق، وتوازن الجسم، وحركة الأطراف.
وفيما يخص طرق العلاج، أكد دكتور(حازم) أن أنجع طرق العلاج المتبعة حالياً، هي تغيير البلازما الدموية للمريض، لكن بشروط طبية لا تتوفر في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة، نظرًا للحصار المطبق الذي تفرضه حواجز النظام على دخول الأجهزة الطبية، والأدوية، بالإضافة إلى غياب البنى التحتية المثالية، وهو ما يرفع من أعداد المصابين في تلك المناطق حسب تعبيره.
وتواجه المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة مخاطر صحية جمة، تتمثل بانتشار بعض الأوبئة الفيروسية، والسموم الغذائية، نتيجة لانعدام الرعاية الصحية الضرورية للتعامل مع هذه المخاطر، والتضييق الأمني المفروض من قوات النظام على دخول المواد الطبية إلى تلك المناطق، الأمر الذي يجعل العلاج في المشافي التابعة لإدارة النظام حاجة ملحة لا تخلو من تعرض المصاب للاعتقال أو الموت.