بلدي نيوز – (نور مارتيني)
ما إن أعلن مكتب الأمين العام للأمم المتحدّة إلغاء جلسة مجلس الأمن، الخاصة بسوريا، حتى راحت ردود الأفعال تتسارع من قبل النظام وروسيا، في محاولات لإلقاء تبعات هذا الإلغاء على عاتق جهات أخرى، جرياً على عادة النظام.
حيث صرّح المندوب الروسي" فيتالي تشوركين" أنّ "جلسة مجلس الأمن الدولي حول سوريا، التي كان مقررا عقدها الجمعة 16 سبتمبر/أيلول، ألغيت بسبب رفض واشنطن نشر تفاصيل اتفاق الهدنة"، موضحاً أنّ اجتماع فريق الدعم الدولي لسوريا سيعقد في نيويورك في وقت لاحق من شهر سبتمبر/أيلول الجاري، كما أشار إلى لقاء مرتقب لوزيري خارجية روسيا سيرغي لافروف والولايات المتحدة جون كيري في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة.
هذا التراشق بالاتهامات، سرعان ما تبعه إعلان النظام السوري لانتهاء الهدنة، متهماً فصائل المعارضة بالمسؤولية عن إجهاض "الفرصة الأخيرة، على الرغم من اتهامات مبعوث الأمم المتحدة "ستافان دي مستورا" المتكرّرة لنظام السوري بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى حلب، حيث برّر النظام إنهاء الهدنة بالقول إنه "كان من المفروض أن شكل نظام التهدئة فرصة حقيقية لحقن الدماء، إلا أن المجموعات الإرهابية المسلحة ضربت عرض الحائط بهذا الاتفاق ولم تلتزم بتطبيق أي بند من بنوده".، واتهم البيان "المجموعات الإرهابية المسلحة"، بـ"استغلال نظام التهدئة المعلن" وأنّها "قامت بحشد المجاميع الإرهابية، ومختلف أنواع الأسلحة، وإعادة تجميعها، لمواصلة اعتداءاتها على المناطق السكنية والمواقع العسكرية والتحضير للقيام بعمليات إرهابية واسعة خاصة في حلب وحماة والقنيطرة".
غير أن اللافت في الموضوع أنه ما إن جرى الإعلان عن إنهاء الهدنة، بعد عرقلة واضحة لتنفيذ أي من بنودها، بذرائع مختلفة، حتى استهدفت قافلة مساعدات إنسانية، تابعة للهلال الأحمر السوري، في ريف حلب، أسفرت عن مقتل قرابة 15من متطوعي الهلال الأحمر، مع محاولات روسيا للتملّص وإلصاق التهمة بطيران التحالف تارة أو بحريق أرضي تارة أخرى، ما يوحي بمخطط مسبق للالتفاف على الاتفاقات الدولية، والتملّص من أي التزام أخلاقي، قد تلزمها بها الاتفاقيات الدولية، أو الهدن المبرمة بموجبها.
حول موقف حركة "أحرار الشام" من استهداف النظام لقافلة الهلال الأحمر، يقول القائد العسكري "ياسر أبو صبحي"، القيادي في الحركة: "لقد جرى اختراق الهدنة الأخيرة بشكل واضح وسافر، حيث قصف قافلة الإغاثة التابعة للأمم المتحدة، ولا أرى أكبر من هذاالخرق، ولم تستطيع الدول الكبرى والأمم المتحدة أن تحرك ساكناً مع هذا النظام، المستبد، المدعوم، حتى مع الجهة التي قام بقصف قافلتها، وهي الأمم المتحدة، المتواطئة مع النظام الخائن لشعبه".
ويرى القيادي في "أحرار الشام" أنّه "بالنسبة لإيقاف الأمم المتحدة أعمالها في سورية على الصعيد الإغاثي، ما هو إلا دعم للنظام ووقوف إلى صفه، لأن توقف إمداد الشعب السوري بالإغاثة التي ترسلها الأمم المتحدة، عن طريق منظمتها الهلال الأحمر، ما هو إلا خيانة من قبل الأمم المتحدة، تجاه الشعب السوري الذي هو بأمس الحاجه لهذا الدعم في وقتنا الحالي ."
ويؤكّد "أبو صبحي" القيادي في حركة "أحرار الشام" أنهم كعسكر يسعون دائماً "بالتواصل مع المكاتب السياسية التي تمثلنا،لإيجاد حلول توقف تدمير البلد، وتوقف أنهار الدم التي تجري في بلدنا ." وأنهم يسيرون "بخطين متوازيين من خلال السلاح والسياسة، التي تضمن لنا كرامتنا ومطلبنا الذي خرجنا من أجله"، ويضيف: "علمتنا الظروف بأن لا عهد ولا ميثاق مع هذا المجرم ونظامه الفاشي".
وفيما يتعلّق بموقف "أحرار الشام" من الهدنة، يوضح القيادي في الحركة أن الغاية كانت "وضع النظام في موقع الإحراج، لأنه يعتبر الفصائل المعارضة عصابات مسلحة، لا تعرف التعامل، ولا التعايش، ولا بناء الفكر والدولة، فنحن بموافقتنا على بعض الطروحات السياسية نعمل على إحراج النظام"، لافتاً إلى أنه "أكثر من مره تم إحراجه أمام المجتمع الدولي، لكن لا فائدة من هذا المجتمع، لأنه يقف مع هذا النظام .وبغطاء من المجتمع الدولي يرتكب مجازره واختراقاته للهدن، ويدمّر سوريا".
ما تزال المواقف الدولية تتابع، إبان إعلان النظام إنهاء الهدنة، كان آخرها موقف الرئيس الفرنسي "هولاند" وتحميله للنظام مسؤولية فشل الهدنة، بشكل كامل، ولكن النظام –فيما يبدو- غير آبه بكل ما يجري، ما دام يمتلك الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن.