كثفت القوات التركية عملياتها العسكرية في شمالي وشرقي سوريا، مستهدفة مواقع تابعة لـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) ردًا على الهجوم الذي استهدف شركة صناعات الطيران والفضاء التركية "توساش" في أنقرة.
وقع الهجوم على شركة "توساش" في العاصمة أنقرة يوم الأربعاء، وأسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 22 آخرين. ووفقًا لوزير الداخلية التركي، علي يرلي قايا، فقد تم "تحييد" المهاجمين اللذين اقتحما مقر الشركة. الهجوم ركز على مصنع لإنتاج الطائرات المسيرة، مما أثار استنفارًا واسعًا داخل تركيا وأدى إلى تصعيد عسكري ضد مناطق قسد في سوريا.
رداً على الهجوم، شنت القوات التركية غارات جوية ومدفعية مكثفة على مواقع قسد في ريف الحسكة وحلب. استهدفت الضربات مواقع في المالكية، منها صوامع القمح ومحطات نفطية وكهربائية. كما طال القصف الجوي منطقة تلة جبل قراتشوك، مع استمرار الهجمات على صوامع القامشلي.
إلى جانب الهجمات الجوية التركية، شاركت "القوة المشتركة" التابعة للجيش الوطني السوري في قصف مواقع قسد في ريف حلب الشمالي باستخدام راجمات صواريخ. وتركزت الهجمات على مدينة تل رفعت ومحيطها، بالإضافة إلى قصف مواقع أخرى في عين العرب (كوباني).
أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تدمير 32 موقعاً تابعة للإرهابيين في عملية مشتركة بين العراق وسوريا. وأكدت أن هذه العمليات تأتي في إطار الدفاع عن النفس وفق المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة. كما شددت على استمرار العمليات بهدف تحييد الإرهابيين وضمان أمن الحدود التركية.
تأتي هذه التصعيدات في سياق توترات أوسع بين تركيا وحزب العمال الكردستاني (PKK) والفصائل التابعة له، مثل قوات قسد. وتعتبر تركيا أن هذه التنظيمات تشكل تهديداً إرهابياً، فيما تسعى لضمان السيطرة على المناطق الحدودية مع سوريا لمنع الهجمات داخل أراضيها.
أعربت العديد من الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك حلف الناتو، عن دعمها لتركيا وإدانتها للهجوم على "توساش"، مما يعزز موقف أنقرة في شن عملياتها العسكرية عبر الحدود.
يظهر التصعيد التركي ضد قسد استمرار سياسة تركيا في الرد الفوري على أي تهديدات لأمنها الداخلي، خصوصًا بعد الهجمات الإرهابية. العمليات العسكرية المكثفة قد تؤدي إلى مزيد من التوترات في المنطقة، خاصة في ظل مشاركة الجيش الوطني السوري، مما يزيد تعقيد الوضع الميداني والسياسي شمال سوريا.