وصول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى لبنان، في ظل التصعيد العسكري المتزايد بين إيران و"إسرائيل" في المنطقة، خاصة في لبنان، يحمل دلالات استراتيجية بالغة. يأتي هذا التطور بعد أيام قليلة من مقتل حسن نصر الله، في عملية نوعية نفذتها "إسرائيل"، بالإضافة إلى مقتل شخصيات إيرانية بارزة مثل القيادي في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفروشان، في ضربات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت.
هذه الزيارة تعكس التزام إيران بدعم حلفائها في لبنان، وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، الذي أكد أن إيران ستواصل دعمها للبنان في مواجهة التحديات الراهنة. تأتي هذه التصريحات في وقت يواجه لبنان تحديات هائلة، سواء على المستوى العسكري نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية، أو نتيجة أزمة النزوح التي تجاوزت المليون نازح.
على الجانب اللبناني، تستمر الجهود الدبلوماسية بقيادة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، الذي جدد التزام بلاده بدعوة الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، بما يشمل انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني بالتنسيق مع قوات حفظ السلام.
من الناحية العسكرية، تصاعدت الأحداث بشكل ملحوظ في الأول من تشرين الأول 2024، عندما ردت إيران على الضربات الإسرائيلية بصواريخ بعيدة المدى فرط صوتية، في خطوة غير مسبوقة. استهدفت هذه الصواريخ مواقع أمنية وعسكرية داخل الأراضي الإسرائيلية، مما دفع العالم للانبهار بقوة الرد الإيراني وعدد الصواريخ المستخدمة. الحرس الثوري الإيراني أعلن أن هذه الهجمات جاءت بعد فترة من "ضبط النفس" عقب اغتيال إسماعيل هنية، مؤكداً أنها تأتي في إطار "حق الدفاع عن النفس" وتستهدف مواقع استراتيجية.
الجدير بالذكر أن المحللين يرون أن الرد الإيراني، رغم ضخامته، لا يتجاوز كونه محاولة لحفظ ماء الوجه بعد سلسلة الضربات التي تلقتها إيران وحلفاؤها، ، مما يجعل المنطقة في حالة تأهب قصوى ترقباً لتطورات جديدة.