بلدي نيوز- اللاذقية (عبد الله محمد)
اختلفت الآراء والمواقف بين أنصار النظام السوري في الساحل حول الهدنة السارية في سوريا والتي بدأت مساء يوم الاثنين الماضي .
ويسود اعتقاد لدى الكثيرين من مؤيدي النظام السوري أن الهدنة جاءت كمجاملة روسية لأميركا من أجل مساعدة فصائل المعارضة المسلحة على جلب المزيد من الأسلحة والتعزيزات إلى المناطق الساخنة، فإذا تحسنت أوضاعهم العسكرية لن يتقيدوا بهذه الهدنة أبداً.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي تقوم الحسابات المؤيدة للنظام، بنشر عدة مقالات تتحدث عن تسليح لقوات المعارضة السورية يجري في الكواليس، مطالبة روسيا والنظام السوري بعدم الالتزام بهذه الهدنة والاستمرار بضرب "الإرهابيين" وسحقهم عن بكرة أبيهم، كردة فعل مسبقة، قبل قيام هذه الفصائل بالهجوم على مناطق الساحل السوري.
يقول "أبو محمد" أحد أصحاب المحال التجارية في اللاذقية: "كان عندي زبونان من الموالين لنظام الأسد وبدت عليهم ملامح الخوف الكبير من تمديد الهدنة، حيث قال أحدهم للآخر إن المسلحين يحاولون التسلح بشكل كبير ومخيف جداً ويريدون التقدم في ريف اللاذقية، وهذا بسبب الروس الذين يريدون منح الوقت للمسلحين دون أن يهتموا بنا ورغم ذلك لم يستشيروا أحداً من الحكومة السورية في فرض هذه الهدنة".
يضيف أبو محمد: "فرد عليه الآخر إن رأيه مغلوط وأن هذه الهدنة تمنح الجيش السوري المزيد من الوقت لتحصين مواقعهم في المناطق التي سيطروا عليها مؤخراً".
أما البعض الآخر فكان متفائلاً جداً بهذه الهدنة التي تعبر عن حنكة الروس والحكومة السورية، معتبرين أن هذه الهدنة مفيدة كونها ستظهر صورة الجيش السوري بأحسن مظهر كونه سيلتزم بها، مع توقعات شبه أكيدة بأن من سيخالفها هي قوات المعارضة المسلحة والتي ستظهر بصورة سيئة أمام المجتمع الدولي، خصوصاً حركة أحرار الشام، التي تسعى روسيا لضمها إلى قائمة الإرهاب، حيث صرحت وزارة الدفاع الروسية أن أغلب الخروقات التي تمت خلال الأيام الماضية كانت من طرف حركة أحرار الشام الإسلامية .
ويقول "محمد" أحد الناشطين في ريف اللاذقية أن "قوات النظام قامت بخرق الهدنة مراراً واستغلت الهدنة لجلب تعزيزات ضخمة إلى محوري كبينة والتفاحية بريف اللاذقية تمهيداً لهجوم جديد على هذه المناطق، بينما لم تقدم حركة أحرار الشام على أي حركة عسكرية لاستهداف مناطق النظام السوري، واكتفت بحراسة المناطق التي تقع تحت سيطرتها".