أعلنت فنلندا إغلاق حدودها الشرقية مع روسيا مجدداً، بعد ساعات من إعادة فتحها، وذلك في أعقاب الارتفاع في تدفق المهاجرين، الذي وصفته هلسنكي بأنه «هجوم روسي هجين». وقالت وزيرة الداخلية الفنلندية ماري رانتانين في مؤتمر صحفي، إن فنلندا التي تتشارك حدوداً بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، ستغلق الحدود بين البلدين اعتباراً من الجمعة الساعة الثامنة مساء (18,00ت غ) حتى 14 كانون الثاني/يناير. وقامت فنلندا جزئياً الثلاثاء، بتخفيف الإغلاق الذي كان سارياً منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، بهدف تقييم الوضع على حدودها، لكنها ألغت الخطة مباشرة بعد استئناف المهاجرين دخول البلاد. وجرى فتح نقطتي عبور حدوديتين في جنوب شرقي فنلندا ليل الأربعاء الخميس، وقال حرس الحدود الفنلنديون الخميس، إنه منذ ذلك الوقت عبر 40 شخصاً على الأقل لطلب اللجوء. وأضافت رانتانين: «ازداد عدد المهاجرين بسرعة وتسارعت الظاهرة بشكل أسرع من المتوقع».
وفي أعقاب تدفق المهاجرين منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، أغلقت فنلندا أربعة من معابرها الحدودية الثمانية مع روسيا، قبل أن تقصر حركة المرور فقط على نقطة تفتيش واقعة في أقصى الشمال. وتم إغلاق هذه النقطة أيضاً بحلول نهاية تشرين الثاني/نوفمبر.
وشهدت الدولة الشمالية وصول نحو ألف مهاجر بدون تأشيرات عبر معابرها الحدودية الشرقية منذ آب/أغسطس.
واعتبرت رانتانين أن هذه «الظاهرة وإمكان توسعها يشكلان تهديداً خطِراً للأمن القومي». وفنلندا ملزمة بموجب القانون الدولي بضمان طلب المهاجرين للجوء، ولا يمكن وضع قيود إلا في ظروف استثنائية، وفقاً لخبراء قانونيين فنلنديين. وقالت رانتانين: «هذه إشارة إلى أن السلطات الروسية تواصل عمليتها الهجينة ضد فنلندا».
ووفقاً للسلطات الفنلندية، فإن حرس الحدود الروس يدفعون المهاجرين إلى الحدود. وعزت فنلندا تورط روسيا إلى تدفق عشرات المهاجرين حتى من خلال معبرها الحدودي في أقصى الشمال عند منطقة مورمانسك في القطب الشمالي، وذلك مباشرة عقب إغلاق المعابر الأخرى. وأضافت رانتانين أن «الظاهرة مرتبطة أيضاً بالجريمة الدولية». لكن موسكو كانت قد نفت تورطها بإرسال مهاجرين عمداً إلى فنلندا.