بلدي نيوز - إدلب (محمد وليد جبس)
أحصت مؤسسة الدفاع المدني السوري في تقرير لها اليوم الأربعاء 1 تشرين الثاني/نوفمبر، عدد الضحايا المدنيين، والاستهدافات الجوية والبرية، بما فيها الأسلحة المحرمة دولية التي استهدفت بها قوات النظام وروسيا المناطق المحررة شمال غرب سوريا، خلال الشهر الفائت "تشرين الأول".
وقالت المؤسسة في تقريرها إن حملة التصعيد والقصف العنيف من قبل قوات النظام وروسيا في شهر تشرين الأول، أسفرت عن مقتل 66 شخصاً بينهم 23 طفلاً و13 امرأةً، وأصيب فيها أكثر من 270 شخصاً بينهم 79 طفلاً و47 امرأة، و3 متطوعين في الدفاع المدني السوري.
وبحسب التقرير فإن قوات النظام ارتكبت مجزرتين أغلب الضحايا فيهما من الأطفال والنساء، كانت أولهما يوم الأحد 22 تشرين الأول باستهداف مدفعي لقوات النظام لخيمةٍ بجانب منزل سكني في قرية القرقور بسهل الغاب، شمال غربي حماة، وراح ضحيتها 5 أطفال بينهم 3 أشقاء، وطفلة وهي ابنة عمهم، إضافة لطفل آخر وفقدت شقيقته (كانت تلعب مع الأطفال الذين قتلوا ولم يتم العثور عليها).
ووقعت المجزرة الثانية وفقاً للتقرير في 24 تشرين الأول، باستهداف الطائرات الحربية الروسية لمخيم (أهل سراقب) في قرية الحمامة بريف إدلب الغربي، حيث قتل 5 مدنيين وهم امرأتان شقيقتان إحداهما حامل وجدتهما ورضيعان، وأصيب 5 مدنيين آخرين بينهم 3 أطفال أحدهم رضيع، ورجلان آخران مسنان.
وأشار التقرير إلى فرق الدفاع المدني استجابت خلال شهر تشرين الأول، لـ 287 هجوماً لقوات النظام وروسيا، من بينها 160 هجوماً مدفعياً وأكثر من 70 هجوماً صاروخياً، حيث استخدم مئات القذائف المدفعية والصواريخ، و30 هجوماً جوياً من الطائرات الحربية الروسية، و9 هجمات بالأسلحة الحارقة المحرمة دولياً وهجوماً 1 بالقنابل العنقودية، وهي أيضاً محرمة دولياً، وهجومان بصواريخ موجهة، وهجومٌ بصاروخ أرض أرض بعيد المدى.
واستهدف القصف الذي شنته قوات النظام وروسيا بالقذائف المدفعية وراجمات الصواريخ والغارات الجوية، بحسب التقرير عشرات المرافق العامة ومنازل المدنيين في أكثر من 70 مدينة وبلدة شمال غربي سوريا، ومن بين تلك المرافق أكثر من 13 مدرسة، كما تعرضت أكثر من 7 مرافق طبية للاستهداف المباشر الذي خلف فيها أضراراً، كما استهدف القصف 5 مساجد، و5 مخيمات و5 أسواق شعبية و4 مراكز للدفاع المدني السوري، بينها مركز لصحة النساء والأسرة، ومحطة كهرباء، و 3 محطات مياه، و3 مزارع لتربية الدواجن.
وبين التقرير أنه منذ بداية التصعيد مطلع شهر تشرين الأول، كانت حملات القصف كفيلة بتجدد مأساة النزوح والتهجير لعشرات الآلاف من المدنيين، من مدن وبلدات ريف إدلب الشرقي والجنوبي، وريف حلب الغربي، حيث نزحت آلاف العائلات من مدن إدلب وأريحا وجسر الشغور وسرمين ودارة عزة وقرى آفس والنيرب وترمانين والأبزمو وعشرات القرى في جبل الزاوية جنوبي إدلب، حيث أصبحت شبه فارغة من ساكنيها بالكامل، بسبب القصف العنيف والمكثف، وتقدر أعداد السكان بشكل تقريبي في المناطق المذكورة بنحو 750000 شخصٍ، توجهت أعداد كبيرة منهم إلى المدن والبلدات الأقل عرضةً للقصف والأقل خطراً على حياتهم، فيما توجهت أعداد أكبر إلى مخيمات التهجير، التي تعاني أساساً من ضعف كبير في البنية التحتية.
وأدت حملة التصعيد التي شنتها قوات النظام وروسيا مؤخراً على شمال غربي سوريا لزيادة أعداد المدنيين المهجرين في المخيمات، بسبب الدمار الكبير الذي لحق بالمنازل السكنية، واستمرار قوات النظام بقصفها للمناطق القريبة من خط التماس، وخاصةً مع استخدامها الأسلحة الحارقة في استهدافها للمدنيين.
وحذر التقرير في ختامه من أن استمرار التصعيد يُنذر بموجة نزوح جديدة نحو المخيمات المهددة أساساً بكارثة إنسانية، مع اقتراب موعد انتهاء التفويض بإدخال المساعدات الإنسانية عن طريق معبر باب الهوى الحدودي، الذي يشكل شريان الحياة الوحيد لمناطق شمال غرب سوريا التي يعيش فيها أكثر من 4 ملايين مدني، نصفهم مهجرون قسرياً من عدة مناطق في سوريا، ما يفاقم الحالة الإنسانية للنازحين ويحرمهم من حقهم في الغذاء والدواء بعد أن حرمهم نظام الأسد من حقهم في العيش الآمن.