من دير الزور إلى حلب والحسكة.. إلى أين وصلت "فزعة" العشائر العربية؟ - It's Over 9000!

من دير الزور إلى حلب والحسكة.. إلى أين وصلت "فزعة" العشائر العربية؟


بلدي نيوز – (عمر حاج حسين) 

تتسارع الأحداث المرتبطة بـ "هبة" العشائر العربية ومواجهاتها مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" في محافظة ديرالزور، والتي سرعان ما امتدت إلى الشمال السوري ومحافظة الحسكة، ودفعت أبناء العشائر لفتح جبهة جديدة على محور منبج شرقي حلب وأخرى في ريف الحسكة الشمالي.

فبعد التقدم الذي أحرزته العشائر في محافظة ديرالزور وسيطرتها على عشرات المناطق، عزّزت قوات "قسد" مواقعها العسكرية وبدأت بشن هجمات معاكسة على المواقع التي خسرتها، ليخرج شيخ قبيلة العقيدات في تسجيل مصور وهو يرتدي جعبة عسكرية ويحمل بندقية، يستنهض همم العشائر العربية لمساندتهم، وتأكيده على أن سبب احتجاجاتهم وقتالهم هو استرداد كرامتهم.

عشائر حلب تتدخل 

تصريحات شيخ قبيلة العكيدات تبعها حشودات عسكرية عشائرية في أرياف محافظة حلب، والتوجه إلى مدينة جرابلس للالتحاق بجبهات القتال ضد "قسد" وفتح جبهات على محاور مدينة منبج للتخفيف عن مقاتلي العشائر في ديرالزور، نجح مقاتلو العشائر شرقي حلب بالسيطرة على "تلة السيريتل" الاستراتيجية الواقعة غرب مدينة منبج، والمطلة على عدة قرى، ودارت اشتباكات هناك انتهت بسيطرة مقاتلي العشائر عليها، كما سيطروا على قريتي "المحسنلي والمحمودية وعرب حسن والبوهيج"، والتي تحتوي على نقاط عسكرية مشتركة من قوات "قسد" والنظام السوري، ما دفع روسيا للتدخل.

وشن الطيران الحربي أكثر من 30 غارة جويّة، استهدفت القرى التي سيطرت عليها العشائر العربية بريف منبج، وخلفت خسائر في صفوفهم، ورأى مراقبون أن مشاركة روسيا جاءت بهدف إيصال رسالة للعشائر العربية بعدم إشراك النظام السوري في معركتهم على مواقع "قسد".

الرقة والحسكة تلتحق بديرالزور

مع ساعات فجر اليوم الأحد 3 أيلول/سبتمبر، توسعت رقعة الاحتجاجات لتشمل مناطق جديدة في شمال شرقي سوريا، إذ دارت اشتباكات عنيفة على الطريق الدولي "M4"، ونجحت العشائر بالتعاون مع مقاتلي الجيش الوطني السوري في منطقة العمليات التركية "نبع السلام" في مدينتي تل أبيض ورأس العين، من قطع الطريق الدولي M4 الذي يربط محافظتي الرقة - الحسكة.

وأظهرت تسجيلات مصوّرة، انتشار قوات من العشائر في قرية الصكيرة الواقع على طريق M4 بعد مهاجتمهم مواقع عدّة لقوات "قسد" في القرية، كما انتشرت مقاطع فيديو تُظهر سيطرة مقاتلي العشائر على قريتي "الطركي وتل طويل" قرب بلدة "تل تمر" بريف الحسكة، والتي ترافقت مع هجوم لمقاتلي العشائر على مواقع "قسد" في بلدة سلوك شمالي الرقة.

الموقف الأمريكي

وخرجت السفارة الامريكية صباح اليوم الأحد 3 أيلول، في تصريح كان الأول لها منذ بدء انتفاضة العشائر شرقي سوريا، وطالبت بوقف الاقتتال تخوفا من عودة تنظيم "داعش"، وأكدت دعمها لقوات "قسد" في حربها ضد الإرهاب.

وكشفت السفارة في بيان لها عن محادثات أجريت في الساعات الماضية بين نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي والمبعوث الخاص إلى سوريا "إيثان غولدريتش"، وقائد مكتب إدارة الداخلية الأمريكية اللواء فويل في شمال شرق سوريا، مع قوات "قسد" ومجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، وزعماء القبائل من دير الزور. 

وبحسب البيان الذي نشرته السفارة على حسابها في منصة "فيسبوك"، فإن المجتمعين اتفقوا على أهمية معالجة مظالم سكان دير الزور، ومخاطر التدخل الخارجي، وضرورة تجنب سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وضرورة وقف تصعيد العنف في أسرع وقت ممكن.

وأوضح البيان أن "غولدريتش" و"فاول" تطرقا خلال اللقاء إلى أهمية الشراكة القوية مع قوات "قسد" في خلال جهود دحر تنظيم "داعش".

تصريح السفارة ترافق مع خروج بيان رسمي من التحالف الدولي، دعا من خلاله إلى وقف للاشتباكات في ديرالزور بشكل فوري، ومحذراً من وقوع خسائر مأساوية وغير ضرورية في الأرواح.

خسارة "قسد" في ديرالزور

سيطر مقاتلو العشائر خلال اليومين الماضيين على حاجز الجعابي التابع لقوات "قسد" في مدينة هجين، كما سيطروا على مركز الأمن العام في بلدة السوسة، حيث سلم عناصر المركز أنفسهم لمقاتلي العشائر، لتصبح البلدة خالية من أي وجود لـ"قسد"، كما سيطرت العشائر العربية على بلدة الحوايج بالكامل بعد طرد عناصر "قسد" منها وتدمير سياراتهم العسكرية، كما سيطر مقاتلو العشائر على بلدة ذيبان بعد سيطرتهم على مركز قوى الأمن الداخلي (الأسايش)، وتدمير عربات عسكرية بعد ساعات من الاشتباكات العنيفة بين الطرفين. 

كما سيطروا على حواجز ومقرات "قسد" في بلدة الجرذي، إلى جانب مقر الشرطة العسكرية ومقرات أخرى تابعة لـ"قسد" في بلدة غرانيج، وأعلن مقاتلو العشائر انشقاق 20 عنصراً من قوات "قسد" وانضمامهم إلى صفوفهم في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي.

وعملت قوات "قسد" على الاحتفاظ بالمناطق النفطية كـ"الأزرق والعزبة والبصيرة"، والتي سوف يتسبب فقدانها في تهديد سيطرتها على آبار النفط وعلى حركة التجارة والإمداد في المنطقة، وتتواصل الاشتباكات في مناطق واسعة من محافظة ديرالزور شرقي سوريا وريف حلب، بين قوات "قسد" من جهة، والعشائر العربية من جهة ثانية، وسط مشاركة جويّة للطيران الحربي الروسي الذي يستهدف مواقع مشتركة خسرتها قوات "قسد" والنظام السوري في ريف منبج.

مقالات ذات صلة

مصادر تكشف تورط الأخوة قاطرجي بقتل ثلاث أشقاء في حلب

"التنظيم" يعلن حصيلة هجماته في البادية السورية خلال أسبوع

أرقام صادمة عن تسرب الأطباء في مناطق سيطرة النظام

تمديد دخول المساعدات الإنسانية من معبري باب السلامة والراعي لثلاثة أشهر

ميليشيا عراقية تتوعد بالرد على إسرائيل إثر استهداف مقرها بدمشق

تغيرات على مستوى القيادة للمخابرات الجوية بثلاث محافظات