بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
أثار ملف رفع أسعار الفيول وارتفاع اﻷسعار الذي تزامن مع الحديث عن أرقام قياسية وصل إليها التضخم في مناطق سيطرة النظام، حفيظة المحللين، إﻻ أنها بقيت كالمعتاد في إطار التفسير والتبرير.
وتكشف تلك التصريحات والتحفظات عن مؤشرات ومآلات اﻻقتصاد السوري على المدى القريب، وتؤكد أن تبعاته سيتحملها "المواطن السوري" وحده.
أسوأ أنواع التضخم
واعتبر الخبير الاقتصادي الموالي، جورج خزام، أن ارتفاع الأسعار بالأسواق المحلية، رغم ثبات سعر صرف الدولار اﻷمريكي، يعني المزيد من تراجع القوة الشرائية لليرة السورية وللرواتب الضعيفة، ووصفه بأنه أسوأ أنواع التضخم (تضخم تكاليف الإنتاج).
بطالة وكساد
وأضاف "خزام" مفسرا ما يجري، بأن ارتفاع اﻷسعار في اﻷسواق والتضخم، "يفقد المنتج الوطني القدرة على المنافسة بالأسواق الداخلية والخارجية، ومعه يزداد الطلب على المستوردات مقابل تراجع الطلب على المنتج الوطني، وبالتالي؛ والكلام هنا لخزام، المزيد من البطالة و الكساد، وارتفاع سعر الدولار وهروب رؤوس الأموال للخارج.
للمزيد اقرأ:
التضخم يسجل أرقاما قياسية خلال 10 سنوات في سويا
وأشار "خزام" إلى أن كل ماسبق يعتبر مؤشرا على زيادة الاحتكار من قبل فئة معينة تتحكم بتوريد بضائع أساسية بالأسواق مثل؛ العلف وتراجع الإنتاج ومعه تراجع العرض وارتفاع الأسعار. في منشور له على الفيس بوك.
والتضخم مصطلح اقتصادي يشير إلى اﻻرتفاع في تكلفة السلع والخدمات خلال فترة زمنية معينة؛ فالنقود ستشتري كميات أقل من المعتاد.
الفيول وزيادة البؤس
ومرّت مناطق سيطرة النظام، بسلسلة من ارتفاعات اﻷسعار، معظمها وفق محللين ناتجة عن قرارات وسياسات اتبعتها حكومة النظام، أدت إلى "زيادة بؤس الشارع" وفق ما تم اﻹقرار به على لسان أمين سر غرفة صناعة حمص الموالية للنظام، عصام تيزيني، في تصريح لإذاعة "ميلودي اف ام" الموالية.
وبحسب "تيزيني" فإن "رفع سعر الفيول سيؤدي إلى ارتفاع جديد بالأسعار والمستهلك سيزداد بؤسا".
وأضاف "الفيول يدخل بالصناعات الثقيلة (الإسمنت والمعادن والمواد الغذائية سكر، زيوت)، وإن رفع الدعم عن الصناعي سيدفع المواطن ثمنه".
للمزيد اقرأ:
مسؤول لدى النظام: رفع سعر مادة الفيول سيدفع المواطن ثمنه
وكشف "تيزيني"، أن نوعية الفيول الموزع سيئة وجودته "متدنية"، وهذا ينعكس على عمل الآلات واستهلاكها.
دعم الدخل
وطالب "تيزيني" بما وصفه "دعم دخل الفرد" من فروقات "رفع الدعم".
ويعتبر ملف "رفع الدعم" من أكثر الملفات التي لاقت استياء شعبيا ويدور حولها الغموض، وهمس بوجود "شبه فساد".
للمزيد اقرأ:
في ذكرى وفاة حافظ اﻷسد.. محلل اقتصادي يصف الدعم في سوريا بكفارة عن الفساد
التضخم الجارف
ويرى "تيزيني" أن الصناعي لا يعرف الكلف الخاصة بمنتجه بسبب تغير أسعار حوامل الطاقة وأسعار الصرف.
ورغم تبريره لرفع سعر الفيول؛ حيث يقول؛ "إن الرفع لا بد منه في ظل التضخم الجارف، لكن يجب أن يكون هناك سياسة متكاملة في هذا السياق".
وكشف أن هناك تخوفا من أن يطال الرفع المشتقات النفطية الأخرى مثل المازوت.
للمزيد اقرأ:
خبير اقتصادي يحذر من رفع سعر مادة الفيول.. يزيد معدلات التضخم
واقرأ أيضا:
اﻻقتصاد السوري بين كابوس التضخم وحالة التشكيك.. أين الحل؟
وبلغ وسطي تكاليف معيشة الأسرة السورية في بداية شهر رمضان، 5.6 مليون ل.س،
بالتزامن مع انتهاء الربع الأول من عام 2023، بينما لا يزال الحد الأدنى للأجور (92,970 ليرة سورية - أي أقل من 13 دولار شهريا)، وارتفعت تكاليف المعيشة خلال ثلاثة شهور (كانون الثاني وشباط وآذار)، 41 %، بحسب دراسة أعدتها صحيفة قاسيون الموالية.
وبالمحصلة؛ فإن المتتبع للتقارير اﻻقتصادية في مناطق سيطرة النظام، يجد أنه أمام معادلة؛ "المواطن يدفع الثمن" التي يقر بها خبراء اقتصاديون ومسؤولون في حكومة اﻷسد.