بلدي نيوز- حمص (صالح الضحيك)
يواجه أهالي حي الوعر المحاصرين في مدينة حمص الكثير من الصعوبات في تأمين الاحتياجات اليومية، وخاصة ما يتعلق بالاحتياجات والمستلزمات الطبية للمصابين بالأمراض المزمنة كالسكر والضغط والسرطان والكلى، وتأمين احتياجاتهم من الدواء والعلاج المطلوب، مما تسبب في ارتفاع نسبة الوفيات في الحي إثر تردي الوضع الطبي.
وفي حديث خاص مع بلدي نيوز قال الطبيب أبو المجد، وهو من أطباء حي الوعر: "زاد الضغط على المشافي في الآونة الأخيرة بسبب تكثيف قوات النظام قصف المدينة وخاصة المنشآت الصحية".
وشرح أبو المجد: "تعرض مشفى البر للقصف بشكل مباشر مما أدى لخروج قسم كبير منه عن الخدمة، وتفتقد غالبية المشافي الميدانية لأدنى مقومات استمرار العمل، من نقص في المحروقات لتشغيل الآلات الكهربائية الأساسية في العمل الجراحي".
وتابع: "تجاوز عدد المصابين بالأمراض المزمنة 3500 مريض مع تدهور واضح في الحالات الصحية بسبب نقص الأدوية وأثر سوء التغذية الواضح".
وكانت قوات النظام تسمح في الفترة السابقة بدخول أدوية الأمراض المزمنة بالرغم من كون الكميات التي كانت تدخل قليلة إلا أنها كانت تسد نقصاً، وتعود آخر دفعة دوائية دخلت للمدينة إلى نحو 6 أشهر، وأدخلت حينها عبر الهيئات والمنظمات الدولية.
وأضاف أبو المجد في حديثه لبلدي نيوز: "دور المنظمات محدود للغاية أمام الكارثة الإنسانية التي نعيشها في حي الوعر، السبب يعود لكونها تعمل مع الهلال الأحمر التابع بشكل مباشر لنظام الأسد".
ونوه الطبيب إلى أن بعض الحالات المرضية لمسنين وأطفال قد تم إخراجها عبر المنظمات التي رفضت بدورها إخراج الشبان الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة.
ويعاني الريف الحمصي أيضاً من أزمة طبية مماثلة، حيث يعاني "خالد"، وهو شاب يعيش في ريف حمص الشمالي المحاصر، من استحالة تأمين أدوية السرطان لوالدته، يقول: "أمي مريضة بالسرطان، ولم أستطع أن أقدم لها العلاج لعدم توفره في الريف الشمالي بعد أن منعت قوات النظام إدخال المواد الطبية"
وتابع في حديث مع بلدي نيوز: "لم تتمكن أمي من الخروج خارج المناطق المحاصرة، وعلاجها يقتصر على المسكنات، لذلك فإن وضعها يزداد سوءاً".
يذكر أن المناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة السورية في الوعر والريف الشمالي يتعرضان لقصف يومي من الطيران الحربي والقصف المدفعي مما يزيد في معاناة المدنيين والأطباء في تقديم العلاج اللازم للمصابين.