بلدي نيوز – (صالح العبدالله)
تقدّمت فصائل المقاومة السورية من الجهة الجنوبية الغربية لمدينة حلب خلال الأيام القليلة الماضية واستطاعت تحرير نحو 20 موقعاً لقوات النظام وكسرت الطوق المفروض على الأحياء الشرقية المحررة، الأمر الذي دفع قوات النظام لاتباع سياسة النفي عبر وسائل الإعلام وسياسة الانتقام من المدنيين.
بالتزامن مع سير المعارك في الجهة الجنوبية الغربية من مدينة حلب شن طيران النظام والطيران الروسي عشرات الغارات على المناطق المحررة في محافظتي حلب وإدلب موقعة عشرات المدنيين بين شهيد وجريح، إضافة لما خلفته تلك الغارات من تدمير في البنى التحتية والمراكز الحيوية.
وشهد ريف إدلب الغربي والأحياء الشرقية المحررة في حلب غارات جوية مكثفة من طيران النظام أثناء سير المعارك في تجمع الكليات بمنطقة الراموسة، خلفت عشرات الجرحى، في محاولة لضرب الحاضنة الشعبية لفصائل المقاومة، وخاصة أن المدنيين تفاعلوا مع معركة فك الحصار بإشعال الإطارات (الدواليب) لحجب الرؤية عن الطيران تارة، والهتافات والمسيرات التي جابت شوارع الأحياء المحاصرة فرحاً بتقدم الفصائل تارة أخرى.
في الوقت ذاته، تعرضت محافظة إدلب المحررة لعشرات الغارات الجوية من الطيران الروسي وقليل منها لطيران النظام، فتعرضت مدينة سراقب وحدها لأكثر من 50 غارة جوية خلفت أضراراً مادية كبيرة، وأدت لحركة نزوح جماعية لمعظم سكان المدينة.
ريف إدلب الغربي هو الآخر كان له نصيب من إجرام الطيران الروسي عندما استهدف مشفى "ملّس" ودمّره بالكامل، ما خلف أكثر من 10 شهداء وعشرات الجرحى معظمهم أطفال ونساء وكوادر طبية، في حين شهدت عدداً من مدن وبلدات ريف إدلب الأخرى غارات مماثلة خلفت عدداً من الجرحى.
إنكار إعلامي
وسائل إعلام النظام لازالت تؤكد لمتابعيها بأن "جيشهم الباسل" يسطر البطولات وتصدى لمحاولة "الإرهابيين" وفق تعبيرهم، كما نفت سيطرة المقاومة السورية على تجمع الكليات أو فك الحصار، ولم تستطع جميع قنواتهم أن تثبت صحة ما ذهبت إليه بتسجيلات مصورة من داخل تجمع الكليات، في حين انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مئات التسجيلات المصورة للمقاومة السورية من داخل الكليات وكيف التقى جيش الفتح بفصائل فتح حلب في اللحظات الأولى لكسر الحصار.
وذهبت المقاومة السورية إلى ما هو أبعد من ذلك ونشرت تسجيلات جوية أظهرت سير المعركة وكيف تقدّم مقاتلوها وكيف فرّت قوات النظام والميليشيات المساندة لها من تجمع الكليات ومنطقة الراموسة عموماً، ناهيك عن التسجيلات التي تظهر اغتنام المقاومة لعشرات المدافع والآليات العسكرية.
فرق شاسع ظهر بن إعلام المقاومة السورية الذي وثق بالتسجلات المصورة الأخبار التي نقلها، في حين عجزت وسائل إعلام النظام عن تدعيم أخبارها بالدلائل.
ولا يُستنكر هذا التعاطي التعبوي مع حجم المعارك في حلب كون المقاومة السورية من جهة والنظام وميليشياته من جهة أخرى يدركون أهمية السيطرة على حلب فمن يسيطر عليها ستكون له اليد العليا ويستطيع التحكم بمجريات المعركة السورية، وانطلاقاً من أهميتها سعت قوات النظام وحلفائها للسيطرة عليها خلال السنوات الماضية متبعة سياسة القضم البطيء، حيث سيطرة على المواقع واحد تلو الآخر بفترات زمنية طويلة حتى أحكمت الحصار في 17 يوليو/تموز الماضي على الأحياء الشرقي،
بالمقابل، كان لفصائل المقاومة السورية رأي آخر عندما أفشلت خطة النظام وحلفائه التي عملوا على تنفيذها خلال سنوات بغضون سبعة أيام فقط.