بلدي نيوز – حلب (عبدالعزيز الخليفة)
سيطرت فصائل المقاومة السورية، أمس الجمعة على كليتي التسليح والمدفعية، وهم على بعد خطوات من السيطرة على الفنية الجوية، والتي تعتبر الكتلة العسكرية الأهم في الطريق لكسر الحصار عن حلب ، والوصول للأحياء المحاصرة.
ضخامة المعركة وأهميتها، وما سينجم عنها من أحداث وواقع ميداني على الأرض، دفعت روسيا وإيران للضغط بقوة من أجل منع تقدم فصائل المقاومة السورية في تجمع الكليات، والوصول لفك الحصار عن حلب.
فالغارات الجوية الروسية والتي خففت آثارها عملية حرق إطارات السيارات لم تكن مفيدة، ولم تتسبب بإيقاف تقدم الثوار، ما دفع إيران وحزب الله للدخول في المعركة بكامل ثقلهما، فدفع حزب الله عناصره للدخول في مواجهات مباشرة مع الثوار، والذين قتل منهم الكثيرون خلال هذه المعارك، خصوصاً أن إيران تمتلك مركزاً لقيادة قواتها في كلية المدفعية، والتي اتخذت من مبنى نادي الضباط في الكلية كمقر لقيادة قواتها في المنطقة منذ 2012.
الأمر الذي أكده أحد قياديي "فتح الشام"، في تصريح أكد فيه قتال الروس والإيرانيين إلى جانب نظام الأسد بشكل مباشر، بالعناصر والدعم.
المقتلة
المقتلة التي تعرضت لها قوات النظام والميليشيات الشيعية وحزب الله في تجمع الكليات، تعبر عن ضخامة المعركة، فما يزيد عن 450 عنصراً هم القتلى المؤكدون لقوات النظام والميليشيات الشيعية والإيرانية، التي تقاتل معه، ولكن يعتقد أن النظام تعرض للمزيد من الخسائر، التي أخفاها بسحب جثث عناصره الذين قتلوا ضمن خطوط قواته، أما من عجز عن سحب جثثهم فهم 150 عنصراً، حيث غصت صفحات النظام بصور القتلى ونعواتهم، والتي تتقاطع جميعها في أنهم قتلوا خلال المعركة الحالية في حلب، وبخاصة في تجمع الكليات، ومن بينهم اللواء الركن المظلي "محمود عزيز حسن".
هذه الخسائر البشرية تعتبر تكراراً للخسائر التي تعرض لها النظام خلال مقتلة خان طومان وخلصة، والتي يمكن اعتبار معركة حلب الحالية امتداداً طبيعيا لها، فالإيرانيون تألموا كثيراً خلال تلك المعارك، وخسروا خلالها العشرات من القتلى، والجرحى وأسر لهم العديد من العناصر إضافة لعناصر الميليشيات الشيعية العراقية والأفغانية، الذين أسروا خلال تلك المعركة التي سمتها المقاومة السورية بمقتلة خان طومان، كناية عن حجم الخسائر الإيرانية فيها.
ما خفي كان أعظم
مزقت فصائل المقاومة السورية قوات النظام في تجمع الكليات العسكرية خلال فترة قياسية، وقتلوا له ما لا يقل على 450 عنصراً وجرحوا العشرات غيرهم، إضافة لذلك فقد غنموا ما لا يقل عن 20 دبابة و7 ناقلات BMP1، وأكثر من 10 قطع مدفعية ميدانية عيار 130 و122 والعديد من قطع المدفعية الأخرى متعددة العيارات، التي يبلغ تعداد المنشور منها في كلية المدفعية وحدها قرابة 80 مدفعاً وراجمة صواريخ، ما يجعلها قوة نارية لا يستهان بها غنمتها المقاومة السورية، خصوصاً أنها مدعومة بمئات القذائف المخزنة في المستودعات التي تحتويها الكلية، والتي ستفرغها المقاومة السورية خلال وقت قياسي بسبب 60 شاحنة نقل غنموها من كلية المدفعية وحدها.
لكن التعاطي الإعلامي للمقاومة السورية يؤكد أن هنالك المزيد من الأمور التي لم تعلن عنها بعد، سواء ضمن الغنائم أو الأسرى أو كشف العدد الحقيقي لقتلى النظام خلال معركة كلية المدفعية، والتي يتوقع الكثير من المحليين تجاوز عدد القتلى المؤكدين الـ500 عنصراً، وغنائم غير مسبوقة في تاريخ المعارك مع النظام وميليشياته.