بلدي نيوز - متابعات
قال وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، أمس الجمعة، إن بلاده تسعى للتحقق من مدى صدق خطة أعلنتها روسيا لبدء عملية إنسانية في سوريا، مشيراً إلى أنه إذا اتضح أنها "خدعة" فقد تعصف بالتعاون بين موسكو وواشنطن.
وتحاصر قوات النظام أكثر من 400 ألف مدني داخل أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة فصائل المعارضة السورية، ولم يقترب المدنيين حتى الآن من "ممرات آمنة" وعدت موسكو ونظام الأسد بتوفيرها لمن يحاولون الفرار، الخميس الماضي.
وعبرت الأمم المتحدة عن شكوك بشأن الخطة فيما اعتبرها مسؤولون أمريكيون محاولة لتفريغ المدينة من سكانها ليتسنى لقوات النظام السيطرة عليها، ووصفت المعارضة السورية الخطة بأنها تغيير للتركيبة السكانية وتهجير قسري يرقى لجريمة حرب.
وحين سئل عن الخطة الروسية قال" كيري" إن واشنطن لا تزال غير واثقة من نوايا موسكو، وقال "إذا كانت خدعة فإنها تحمل مخاطرة تدمير التعاون تماماً، حسب وكالة رويترز.
وأضاف "كيري"، من ناحية أخرى إذا تمكنا من حل الأمر اليوم والوصول إلى تفهم كامل لما يحدث ثم التوصل إلى اتفاق بشأن سبل المضي قدما فإن ذلك يمكن أن يفتح فعليا بعض الاحتمالات، وكشف أنه تحدث مع موسكو مرتين في محاولة لاستيضاح خططها.
وعبر البيت الأبيض عن شكوكه، وقال المتحدث باسمه إيريك شولتز "بالنظر لسجلهم في هذا الخصوص.. فإن لدينا شكوكا.. وهذا أقل وصف".
والتزمت الأمم المتحدة التي تأمل في استئناف محادثات السلام السورية في آب/ أغسطس المقبل بالحذر في تقييمها للممرات الآمنة، وقالت إنها قد تكون مفيدة فقط إذا اقترنت بوصول منتظم للمساعدات الإنسانية لمن لا يرغبون في الرحيل.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص لسوريا ستافان دي ميستورا، إن هناك "حاجة ماسة لتطوير الخطة" وإن موسكو تبدو منفتحة على الاقتراح، مضيفاً إنه من الضروري أن يتوقف القتال للسماح بوصول المساعدات الإنسانية وإن الأمم المتحدة ينبغي أن تشارك في إدارة أي ممرات آمنة للخروج.
بدورها الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل طيفا واسعا من المعارضة السورية، تعتقد بأن الهدف هو تطهير المنطقة ليتسنى للقوات الحكومية السيطرة عليها.
وقالت بسمة قضماني عضو الهيئة "لن يسمح العالم لروسيا بإخفاء هجومها على حلب من خلال الحديث كذبا عن ممرات إنسانية. لنكن واضحين هذه الممرات ليست بهدف إدخال المساعدات بل لإخراج الناس. الرسالة الوحشية لشعبنا هي أن ارحلوا أو موتوا جوعا".
وعبرت واشنطن عن نفس المخاوف، وقال جون كيربي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية يوم الخميس "سيبدو هذا وكأنه طلب باستسلام فصائل المعارضة وإجلاء المدنيين السوريين من حلب".
وقال مسؤول أمريكي إن مسؤولين أمريكيين يتحدثون في أحاديث خاصة عن مخاوف من أن المقترح الروسي يخفي النية الحقيقية للحليف السوري بفصل الصبية والرجال عن بقية السكان بزعم أنهم إرهابيون ومن ثم سجنهم أو إعدامهم، وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه إن هذا "هو ما فعله الأسد وأبوه مرارا منذ 1982 على الأقل" ، وأضاف مسؤول آخر "لماذا تخلي مدينة تريد أن ترسل إليها مساعدات إنسانية"؟
وبدأت الحملة العسكرية لقطع الطريق وحصار المدينة فعلياً منذ ثلاثة أشهر، وانطلقت من منطقة الملاح بريف حلب الشمالي، والتي سيطر النظام من خلالها على طريق الكاستيلو شريان حلب والمعبر الأخير أمام المدنيين، وهو الطريق الواصل بين مدينة حلب وريفها.
ويعرّض الحصار 400 ألف مدني داخل مدينة حلب لأوضاع إنسانية ومعيشية غاية في الصعوبة بسبب الافتقار إلى جميع مقومات الحياة من ماء وكهرباء ومواد غذائية، ولعدم دخول تلك المواد منذ قرابة الثلاثة أشهر، حيث كانت الميليشيات في ذلك الوقت تسيطر على الطريق نارياً قبل الوصول للكاستيلو وقطعه، وانعدام فرص العمل في المدينة الصناعية الأولى في الشرق الأوسط والتي حولتها الطائرات الحربية أثراً بعد عين.