بلدي نيوز – حمص (صالح الضحيك)
تتوالى الأزمات الإنسانية التي تضرب ريف حمص الشمالي، جراء الحرب الشرسة التي يشنها نظام بشار الأسد، وكان آخرها أزمة الخبز، حيث تعالت الأصوات المحذرة من إغلاق الأفران في مناطق سيطرة قوات المعارضة بريف حمص الشمالي، إثر نفاد مادة الطحين.
وقد أطلقت لجنة الخبز في مدينة تلبيسة نداء استغاثة عاجلاً لتدارك الموقف، وقامت لجنة الخبز بنشر بيان على مواقع التواصل الاجتماعي قالت فيه، "نعلمكم بأن اللجنة تقوم بتوزيع مادة الخبز في مدينة تلبيسة وريفها من خلال الدعم المقدم من قبل الجمعيات الخيرية وأهل المدينة المغتربين في الخارج، والدعم المقدم غير كافٍ لسد حاجة الناس، وقد تراكمت الديون على اللجنة بعد وعود بعض الجمعيات والائتلاف الوطني بدعم مادة الخبز في المدينة وللأسف لم يفوا بوعودهم."
وقال السيد عبد الكريم قيسون رئيس لجنة الخبز في مدينة تلبيسة لبلدي نيوز "إن الخبز مادة أساسية في الطعام لا يمكن الاستغناء عنها، ومع انخفاض القدرة الشرائية للمواطن بسبب البطالة المتراكمة في المدينة بسبب الحرب، فالكثير لا يستطيع شراء الخبز غير المدعوم، حيث وصل سعر الكيلو الواحد منه حوالي 300 ليرة سورية، والنظام أوقف مخصصات الريف الشمالي من الطحين منذ أربع سنوات عقب سيطرة قوات المعارضة على المنطقة، وكان المدنيون هم من دفع ضريبة قطع المخصصات من مادة الطحين".
وأضاف قيسون أن سبب الأزمة في الريف الشمالي بشكل عام وتلبيسة بشكل خاص مردّه إلى "توقف المنظمات الإنسانية عن دعم مادة الخبز، والمنظمات الإغاثية الكبيرة لا تنشط بمنطقتنا المحاصرة بسبب عدم قدرة كوادرها على الوصول للمنطقة بسبب الحصار، وعدم تحمل الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة ومجلس المحافظة مسؤوليتهم تجاه المدنيين المحاصرين، وأن الحكومة المؤقتة دعمت المادة بداية العام الحالي بشكل خجول جداً بنسبة 10% لعدد محدود من الإنتاج، وأشار إلى أن لجنة الخبز تنتج حوالي 24 ألف ربطة خبز تتضمن حوالي 17 طناً من الطحين للخبزة الواحدة، توزع لحوالي 70 ألف نسمة في مدينة تلبيسة وريفها، وتكلفت الربطة الواحدة حوالي 200 ليرة سورية على الأقل وتباع للمواطن بـ50 ليرة سورية، وقد تزيد التكلفة في حال ارتفعت أسعار المحروقات كما حدث منذ مدة حين ارتفع سعر لتر المازوت ثلاثة أضعاف وقتها، ونعاني من صعوبة إدخال المحروقات إلى المنطقة بسبب الحصار".
وأكد في نهاية حديثه أن مشكلة الخبز ليست الأولى، "فمنذ زمن نعاني من هذه المشكلة في الريف الشمالي بشكل عام، وأن المحافظة على سعر الربطة إلى الآن بهذا السعر أمر ممتاز بالنسبة للإمكانيات الضعيفة للجنة الخبز".