بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
ارتفعت حالات الانتحار في الشمال السوري إلى مستويات قياسية، خلال ثلاثة أشهر الماضية، حيث لم يكد يمضي أسبوع حتى تسجل حالة انتحار واحدة على الأقل.
وغالبا ما تكون حالات الانتحار لشبان وشابات يافعين تتراوح أعمارهن بين 18 - 30 عاما، حيث سجل الأسبوع الماضي 3 حالات انتحار خلال 48 ساعة.
واختلفت طرق الانتحار وكان أبرزها استخدام "حبوب الغاز" (غاز الفوسفين: فوسفيد الألمنيوم السام) فيما يأتي الوقوف أمام السيارات على الطرقات والشنق ثانيا والقفز من شاهق وطرق أخرى يلجأ لها الأشخاص.
وحول أسباب ودوافع الانتحار، قال الباحث النفسي "بيرم جمعة"، إن أبرز الأسباب هو الألم والأحداث المرعبة المسببة للتوتر لدى الشخص الذي يتأثر بكليته، يعني أن الحدث المؤلم يؤثر على جميع جوانب الحياة والجسد والتفكير والنفسية والاجتماعي والديني والعاطفي والمالي.
وأضاف في حديثه لبلدي نيوز، أن الأشياء التي تم ذكرها يمكن تسميتها بعناصر العافية التي تختل عند الشخص الذي يحاول الانتحار.
وأشار إلى أن الشمال السوري فيه عوامل عدة تضغط على الإنسان من أهمها العامل الاقتصادي والاجتماعي والعامل الأمني والتفكير بالمستقبل، وخلال السنوات الماضية نتجت مشاكل اجتماعية بسبب حالة الطوارئ التي ولدت النزوح وتشتت الأسرة وتدمير سبل العيش والوصمة وغياب السلامة وتدمير البنية الاجتماعية.
وأضاف "جمعة" أن الانتحار يمكن تعريفه بإنهاء الحياة والذي ينتج عن الاضطراب النفسي والاكتئاب أو تعاطي المخدرات وعوامل الاجهاد مثل المشاكل المالية أو فقدان شخص عزيز أو فقدان فرص العمل والأمان والتعليم السيئ للأطفال والخدمات الصحية المتدنية والمشاكل الاسرية ومشاكل المجتمع المقيم مع المجتمع النازح والفقر الشديد وفقدان الأمل بتحسن الأوضاع الراهنة مما أدى لانسداد الأفق وعدم القناعة بوجود حل.
وأكد "جمعة" أن الفئة التي تلجأ للانتحار في شمال غرب سوريا والتي تتراوح أعمارهم بين 21-31 بسبب أن الشاب اندفاعي وعرضة للتوتر ويغلب عليه أحساس عدم تحقيق الذات ونتيجة ازدياد تلك التوترات يلجأ إلى إيذاء ذاته بطرق مختلفة أو تعاطي المخدرات.
ومع استمرار الوضع الراهن بما هو عليه أدى إلى ازدياد الاضطرابات والامراض النفسية التي تعتبر رد فعل طبيعي على المعاناة والانتحار وهو عارض من أعراض الاكتئاب الذي يتدرج بالشدة لدى الأشخاص حتى يصل إلى حدود كبيرة تجبر الشخص على الانتحار، كما يلعب التنمر بالنسبة للمراهق دورا هاما في دفعه للانتحار، إضافة لطلاق الأبوين.
وفي حالة الشباب اليوم في مناطق سيطرة المعارضة، فهو المعيل للعائلة أو أحد الأفراد الرئيسين بالإعالة ونتيجة قلة فرص العمل والعامل الاقتصادي السيئ يتولد الكثير من الضغط والاكتئاب، ولم تكن الإعالة مقتصرة على الشباب بهذا العمر بل كثير من الأطفال اليوم في سن العاشرة أصبحوا معيلين لأسرهم وهذه الفئات التي لم تعد قادرة على تلبية احتياجاتها النفسية والعاطفية عرضة للانتحار أكثر من غيرها، وفقا لـ "جمعة".
ويلفت جمعة الى أن الأرقام المعلنة من خلال الدراسات والأخبار والتحقيقات لا تعكس حجم ظاهرة الانتحار.
وكان فريق منسقو الاستجابة أعلن في بيان له على مواقع التواصل، أن عدد حالات الانتحار في شمال غرب سوريا وصل إلى 25 حالة منذ بداية العام الحالي، كان أغلبها لنساء ويافعين؛ 6 بينها باءت بالفشل.