"تاجر حلبي".. بهذه الطريقة كان "القرشي" يختبئ شمال غرب سوريا - It's Over 9000!

"تاجر حلبي".. بهذه الطريقة كان "القرشي" يختبئ شمال غرب سوريا


بلدي نيوز

في مكان ناء بسوريا يكتظ بالنازحين الذين شردتهم الحرب شمال غرب سوريا، كان زعيم تنظيم "داعش" وعائلته يعيشون على مرأى من الجميع.

كانت الأسرة تدفع الإيجار بانتظام في الوقت المحدد، وتفرض على نفسها طوقا من العزلة، في مكان لا يتلصص فيه الجيران على ماضي بعضهم البعض.

تغير كل شيء وتحطمت هذه التفاصيل مساء الخميس، عندما اقتحمت القوات الأميركية الخاصة بلدة أطمة في شمال غرب سوريا لمداهمة المخبأ.

وفجر أبو إبراهيم الهاشمي القرشي، زعيم تنظيم "داعش" نفسه كي لا يقع في الأسر. وتقول الولايات المتحدة إن الانفجار أسفر عن مقتل عدد من أفراد أسرته وآخرين غيرهم.

واعتُبر مقتله ضربة لتنظيم "داعش" مع عودة مقاتليه إلى الظهور كمصدر للتهديد الدموي في سوريا والعراق.

وكان سكان المنطقة يعتقدون أن "القرشي" تاجر سوري قادم من حلب بحثا عن الأمان النسبي لنفسه وعائلته في أطمة، بعيدا عن خطوط المواجهة في الصراع السوري.

ولم يكن هناك ما يلفت الأنظار أو يشد الانتباه إلى المبنى المكون من ثلاثة طوابق على أطراف المدينة منذ أن استأجر "القرشي" شقة فيه قبل عام، حيث أخذ الطابق الأول في البداية قبل أن يتوسع لاستئجار الطابق العلوي أيضا.

وقالت امرأة، كانت تعيش في الطابق الأرضي وتشير إلى جيرانها على أنهم "عائلة أبو أحمد"، إن سلوك الأطفال كان طيبا بشكل عام، مضيفة أنهم كانوا يبتعدون عن الأنظار ويرافقون والدتهم إلى المتاجر في بعض الأحيان.

وأضافت المرأة التي اكتفت بتقديم نفسها باسم "أمينة" في مقابلة عبر الهاتف "كانوا في حالهم وأولادهم كانوا بيلعبوا مع الأولاد برا (بالخارج) بين كل فترة بس ما كان في بينا اجتماعيات". وامتنعت أمينة عن ذكر اسمها بالكامل خوفا من التعرض للانتقام.

أضافت المرأة أنها تلقت ذات مرة دعوة من إحدى زوجات "القرشي"، وهي أم أحمد، لتناول الشاي. قالت لأمينة حينها إن زوجها تاجر من حلب فر من المدينة، بسبب الحرب. بعد أن مضى أوان الدهشة، تتذكر أمينة باستغراب كيف لم تلحظ ندرة ظهوره.

وفي حين لم تكن الأسرة من أطمة، ما كان ذلك بالشيء اللافت للانتباه في منطقة فر إليها عشرات الألوف من جميع أنحاء البلاد.

تقول أمينة "كنا نفكر أنهم مروا بكثير، بس زي ما بتعرف الكل عنده مأساة هون ما حدا بيحكي للتاني شو صار معه في ها الأزمة وبنفضل تبقى بداخلنا".

وكان تولى "القرشي" زاعمة تنظيم "داعش" بعد مقتل مؤسسه أبو بكر البغدادي في 2019. تشابهت النهايتان، إذ قُتل البغدادي أيضا عندما فجر عبوة ناسفة أثناء غارة للقوات الخاصة الأميركية.

واختبأ البغدادي هو الآخر في شمال غرب سوريا، آخر معقل كبير للمعارضة المسلحة التي تقاتل الرئيس بشار الأسد. ولم يبعُد مخبأه سوى 25 كيلومترا عن أطمة بمحافظة إدلب أيضا.

كان مخبأ "القرشي" قريبا من نقطة تفتيش تديرها الجماعة المسلحة التي تسيطر على معظم إدلب وهي هيئة تحرير الشام، الفصيل الذي كان يُعرف في السابق باسم جبهة النصرة، ولها خصومة منذ سنوات تنظيم "داعش". ولم يكن بعيدا أيضا عن مواقع القوات التركية في منطقة عفرين القريبة بشمال غرب سوريا.

على الرغم من قرب القوات المعادية، كان المكان جيدا نسبيا للاختباء بالنسبة "لقرشي" الذي كان يسعى لإحياء تنظيم "داعش"، الذي سيطر على ثلث العراق وسوريا في 2014 قبل أن يتقهقر.

يقول السوريون إنه من السهل على الغرباء المرور دون أن يلحظهم أحدـ وعلاوة على النازحين، يعيش بالمنطقة إسلاميون أجانب سافروا إلى البلاد أثناء الحرب كمتطوعين للقتال أو للأعمال المدنية.

المصدر: رويترز

مقالات ذات صلة

قتيل للنظام على طريق إثريا خناصر بين حماة وحلب

وسائل إعلام النظام: نحو 20 قتيلا من قوات النظام في البادية السورية

خسائر لميليشيا عراقية بهجوم شرقي سوريا

"ناسفة" تستهدف قياديا من "قسد" شرق حلب

"التنظيم" يكشف عن عملياته وسط وشرق سوريا خلال أسبوع

"قسد" تشن حملة اعتقالات في الحسكة