بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
يصف أبناء العاصمة دمشق أسواقها بأنها باتت مكتظة بالمارين، لكن بالتعبير الشعبي الدارج فقط "للفرجة" أو المشاهدة، دون التفكير بالشراء بسبب "الغلاء".
حركة دون بركة
يقول أحد باعة الحلويات فضل عدم ذكر اسمه، ﻷسباب أمنية، لمراسل بلدي نيوز، "رغم أنّنا في موسمٍ ديني، وهو عيد المولد النبوي الشريف، إﻻ أنّ حركة السوق بلا بركة، فلا الناس تشتري، ولا البائع يدخل إلى جيبه قرش واحد".
ويضيف "طقوس المولد النبوي الشريف هذا العام، مختلفة عن سابقاتها، فالجميع يشكو الغلاء".
ويشير إلى أن الوضع غير مشجع، فالقطعة التي تباع ليس باستطاعة الباعة شراء بديل عنها، فاﻷسعار تتبدل مثل البورصة، حتى الفاتورة ذاتها قابلة للتغير في لحظات، وفي أحسن الحاﻻت مرتين يوميا".
بدوره ياسر، وهو موظف في إحدى الدوائر الحكومية يقول "اكتفينا هذه السنة، بمعايدة الجيران، وبعض اﻷقارب ممن حولنا، أما توزيع الحلوى، فالشكوى إلى الله، اﻷجور ضعيفة وظروف الحياة قاسية، والجميع يعذر بعضه".
المستهلك المصدوم
وعلى الرغم من تنفيذ أصحاب المحال التجارية، لتعليمات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بنشر الأسعار على واجهة المحلات، بذريعة عدم التلاعب باﻷسعار، إﻻ أنّ فرصة دخول المحل انتهت عمليا حتى للسؤال، فـ"المكتوب مبين من عنوانه" كما يقول برهان، موظف في القطاع العام.
ويتابع برهان "الحركة جيدة في السوق، لكن المستهلك مصدوم، باﻷسعار وعدد اﻷصفار الكثيرة على يمين اﻷرقام".
خارج القدرة الشرائية
وفي جولة على أسعار المواد في أسواق العاصمة دمشق، نخلص إلى أنها بالمجمل، باتت "خارج القدرة الشرائية للمواطن والعائلة بالعموم"، حسب وصف البعض.
ويبلغ سعر كيس غزل البنات 2000 ل.س، أما كيس الملبس بألف ل.س، ووقية القضامة بـ3500 ل.س، ووقية سمارتي 2500 ل.س، ووقية الشوكولا 4000 ل.س، ووقية المرش بـ4 آلاف ل.س، ووقية لوز نسكافيه بـ6 آلاف ل.س.
ويروي عدد من المواطنين الذين استمعنا إلى رأيهم، بأن الشراء أصبح بـ"الحبة الواحدة"، وعلى اﻷغلب يجمع الباعة 3 حبات أو أكثر قليلا في كيس واحد ويعرضهم للبيع.
يشار إلى أن راتب الموظف في القطاع العام، بلغ سقفه نحو 70 ألف ل.س.
بالمجمل؛ حتى ما يسمى بـ"عروض تكسير اﻷسعار" أو "الحسومات" التي علقت على وجهة المحلات، لم تلفت عين الناس، ولم تشجع إﻻ القلة، حسب ما يقول البعض.