خط الغاز المصري إلى لبنان.. شريان جديد ينعش رئة "الأسد" - It's Over 9000!

خط الغاز المصري إلى لبنان.. شريان جديد ينعش رئة "الأسد"


بلدي نيوز - (مصعب الأشقر) 

استقبلت العاصمة الأردنية "عمان"، قبل أيام، اجتماعا لمسؤولي الطاقة من سوريا والأردن ولبنان ومصر، لبحث قضية إمدادات الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

وبحث المجتمعون مسألة جهوزية البنية التحتية لأنبوب الغاز، وسلامة المنشآت، والكميات المطلوبة، والكلفة المتوقعة، وسيقدم كل فريق من الدول الأربع جدولا زمنيا مع مهل محددة وخطة عمل لإيصال الغاز والكهرباء إلى لبنان. 

ويعتقد محللون سوريون، أن نظام بشار الأسد سيستفيد بعدة مجالات من مشروع نقل الغاز المصري إلى لبنان أبرزها اعتراف الإدارة الامريكية بسلطة النظام وشرعيته، إضافة لتمكنه من إعادة هيكلة البنى التحتية سيما محطات الطاقة من خلال خط الربط العربي. 

ويمثل المشروع انتهاكا لقانون قيصر ويمهد الطريق لتنازلات أمريكية مستقبلا من شأنها تعويم نظام الأسد. 

دور روسي - إسرائيلي

ويقول الناطق باسم اللجنة الدستورية الدكتور يحيى العريضي، إنه عندما تستمر الدول المتنفذة في العالم القبول بمنظومة إجرامية استبدادية؛ وعندما يكون هناك مساعٍ من بعض الدول العربية العميلة المتآمرة على دم السوريين لا يكون هناك انتهاك لقانون قيصر فقط، بل للإنسانية والقانون وحقوق الإنسان، التي يتشدّق بها هذا العالم.

ويضيف العريضي، في حديثه لبلدي نيوز، أن قرار تسيير الغاز المصري عبر سوريا، سيحتاج إلى تصويت الكونغرس الأمريكي لما يرتبط به بقانون قيصر، بحكم أن هذا القانون جزءا من المنظومة القانونية الأمريكية، لافتا أن روسيا وإسرائيل لهما دور كبير ومشترك في الحرص على نظام الاستبداد الذي ذبح لهم سوريا. 

ويؤكد العريضي، أن ما يهم السوري هو أن "نعيد لبلدنا مكانه الاستراتيجي، وألا يكون تحت أي عقوبات أو مقاطعة، وأن يستفيد اقتصادياً من أي مشروع اقتصادي -أكان الغاز والكهرباء وغير ذلك- ولكن ليس بوجود هذه الطغمة التي تبتلع خيرات البلد وتذل أهله تحت يافطة المقاطعة. ونطلب من المتحمسين لدور سوري ألا يكون اهتمامهم فقط بتلك المنظومة الاستبدادية لكن بسوريا وأهلها أولاً".

ملك الأردن أقنع "بايدن" و"بوتين"

من جانبه، يرى الصحافي والسياسي السوري أيمن عبد النور، أن الملك الأردني عبدالله الثاني طرح المشروع خلال زيارته لواشنطن وطالب الرئيس الامريكي جو بايدن، باستثناء لبنان والأردن من عقوبات قانون قيصر المفروضة على النظام السوري، بما يتعلق بالمعاملات التجارية والاقتصادية، بسبب وجود صعوبات اقتصادية في الأردن، إضافة إلى قضية التوتر السياسي بين الملك وشقيقه، مما قد يؤدي إلى مشاكل على الحدود الإسرائيلية، الأمر الذي دفع بايدن لإعطاء الأردن الضوء الأخضر، لإحداث توازن مع المساعدات الخليجية التي كانت تصل لعمان ومساعدتها كذلك بأموال عبور الغاز والكهرباء من أراضيه إلى سوريا ولبنان، إضافة لإمداد الأردن بالخضار والفواكه من سوريا بأسعار مخفضة لتخفيف العبء الاقتصادي.

وأضاف عبد النور، أن الملك الاردني ذهب إلى موسكو للغرض ذاته بهدف الحصول على موافقة ودعم روسي لمشروع الغاز المار عبر أراضيه إلى لبنان من سوريا ويكسب الموافقة من الرئيس فلاديمير بوتين أيضا.

واعتبر أن قمة بغداد أرسلت رسائل دعم للأسد سيما من قبل الرئيس العراقي برهم صالح، الذي تحدث عن مكالمة مطولة له مع الأسد، بعكس موقفه السابق الداعم للمعارضة والمندد بجرائم النظام، مما يفسر سعي العديد من الدول وأولها العراق لإنقاذ النظام السوري من الانهيار الاقتصادي، وكذلك الأمر بالنسبة لروسيا، إضافة إلى محاولات إعادته للجامعة العربية التي لم يعد الأسد يهتم بها، بل يسعى للحصول على الدعم الاقتصادي والتعافي من العقوبات الدولية.

وقال الصحافي عبد النور، إن النظام وجد بمشروع الغاز المصري إلى لبنان فرصة ذهبية، ووضع شروطا للموافقة على إمداد لبنان بالغاز عبر أراضيه، من شأنها تحقيق علاقات تجارية واقتصادية، سيما أنه أعلن عن رغبته بالحصول على حصة من الغاز المصري إضافة لإعلانه أن حوالي 87 كم من خط النفط العربي مدمر بأراضيه ويحتاج الى مبلغ 3.75 مليون دولار أمريكي لإعادة تأهيله الذي يستمر لأكثر من أربع شهور، ما يعني أنه بحاجة إلى دعم مالي وعملات وتحويلات مصرفية من شأنها إعادة التعامل الدولي مع البنوك والمصارف السورية المعاقبة بقانون قيصر.

وأشار إلى ايران تسعى في ذات الوقت لإفشال المشروع، وافتعال عمليات تخريبية، كالانفجار الذي طال الخط شمال لبنان لتتمكن من طرح مشروعها بضخ الغاز عبر العراق وسوريا وصولا الى ميناء بانياس، لإنشاء تفريعات باتجاه لبنان من جهة وقبرص وأوروبا من جهة أخرى

وكان وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد استقبل وفدا لبنانيا على الحدود في الرابع من شهر ايلول الجاري بقيادة زينة عكر نائبة رئيس حكومة تصريف الأعمال وزيرة الدفاع والخارجية، ووزير الطاقة ريمون غجر، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم بهدف تمهيد الطريق لخطة تدعمها الولايات المتحدة للحد من انقطاعات الكهرباء في لبنان عن طريق نقل الكهرباء عبر الشبكة السورية.

أعقب الاجتماع تصريح مقتضب من الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني السوري نصري خوري مفاده، إن "سوريا وافقت على طلب الجانب اللبناني المساعدة في تمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر الأراضي السورية".

وأضاف خوري، أن الجانبين اتفقا على متابعة الإجراءات الفنية والتفصيلية عبر فريق فني مشترك. وتنطوي الخطة على استخدام الغاز المصري لتوليد الكهرباء في الأردن، ثم نقلها عبر سوريا إلى لبنان.

ويتفاوض لبنان منذ أكثر من سنة مع القاهرة لنقل الطاقة والغاز عبر الأردن وسوريا، وفق ما أفاد به مصدر مطلع على الملف لفرانس برس، بيد أن العقوبات الأميركية على سوريا شكلت عقبة أمام الاتفاق، غير أن أعضاء الكونغرس الذين زاروا بيروت، الأسبوع الماضي، قالوا إن واشنطن تدرس طرقا للتعامل بشكل عاجل مع هذه العقبات.

مقالات ذات صلة

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين

أمريكا تفرض عقوبات على كيانات وأفراد يدعمون الأسد