بلدي نيوز - (محمد خضير)
دخلت ثلاث شاحنات محملة بمواد إغاثية اليوم الاثنين، إلى مناطق الشمال السوري قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، إذ تسعى روسيا لإنجاحها لتثبت للمجتمع الدولي أن نظام الأسد قادر على تولي المهمة والاستغناء عن المعابر مع تركيا.
ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي تسجيلات مصورة لدخول مواد إغاثية قادمة من مناطق سيطرة النظام من معبر ميزناز - معارة النعسان، رفع عليها شعار برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة "WFB"، وعلم الهلال الأحمر السوري.
وأثار دخول الشاحنات ردود فعل متباينة في الشمال السوري، حيث اعتبر البعض أنها تصب في مصلحة النظام، والقول بأنه بإمكانه إيصال المساعدات الإنسانية لعمق محافظة إدلب.
من جهتها، أصدرت وزارة التنمية والشؤون الإنسانية في "حكومة الإنقاذ" التابعة لـ "هيئة تحرير الشام" توضيحا بشأن دخول الشاحنات وقال في بيان أنّ "عدة شاحنات محمّلة بمواد إغاثية دخلت اليوم إلى مناطق شمال سوريا عبر معبر ميمناز – معرة النعسان".
وأوضحت أنّ هذه المواد نسبتها تعادل 5 % من المساعدات التي تدخل عن طريق معبر "باب الهوى"، أمّا الشعار الموضوع عليها، فهو لمنظمة إغاثية أممية وليس شعار الهلال الأحمر السوري.
وفي الصدد، يرى "عبد الوهاب عاصي" الباحث في مركز "جسور" للدراسات أن "دخول المساعدات الإنسانية من المركز إلى الأطراف (إدلب) يعني أنّ روسيا تحرص على إنجاح هذا النموذج، بهدف تضمينه في تقرير الأمين العام الأمم المتحدة في مطلع عام 2022 والذي قد يكون مسوّغاً تستخدمه من أجل إنهاء آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر الحدود وبالتالي إغلاق معبر باب الهوى".
وقال العاصي: " في الواقع قد تعمل روسيا خلال الفترة القادمة على ضمان وصول دوري وسلس للمساعدات الإنسانية من دمشق إلى إدلب، حتى يتسنّى لها تضليل المجتمع الدولي وتذليل المخاوف المتعلّقة بعدم القدرة على إيصال المساعدات عبر الخطوط وضمان الاستجابة للاحتياجات الإنسانية الفائقة في شمال غرب البلاد وشرقها أيضا".
وأشار إلى أنّ دخول المساعدات الإنسانية من مناطق سيطرة النظام السوري إلى إدلب، قد يعني تعليق أو تخفيض حدّة التصعيد بشكل مؤقت، لاسيما الطلعات الجوية، حتى يتسنى لروسيا القول بأنّ هناك وصولاً سلساً وآمناً للمساعدات عبر خطوط النزاع، إلّا أنّ ذلك لا يعني إطلاقاً تخلي روسيا عن رغبتها في حسم ملف مناطق جنوب الطريق الدولي M4 لصالح النظام السوري.
ولفت العاصي إلى أن أنّ القرار 2585 (2021) لم ينص على تحديد منطقة دخول أو خروج المساعدات (عبر الخطوط). وأضاف: "بطبيعة الحال كان تأويل روسيا لهذه الثغرة المتعمّدة إدخال المساعدات عبر الخطوط من المركز (دمشق) إلى الأطراف (إدلب - الحسكة) وليس العكس مثلما حصل مع مناطق شرق الفرات بعد انتهاء تفويض مجلس الأمن للقرار 2165 (2014) (2014)".