بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
لم يكن "تفريز المواد الغذائية" وحده الغائب هذا الموسم عن منازل السوريين في مناطق النظام، بل إن معظم العوامل التي حرمتهم "المؤونة" أرخت بظلالها على حياتهم البائسة وحرموا حتى من المؤونة المجففة.
ويعتمد السوريون على تخزين المواد الغذائية بإحدى طريقتين: "التفريز" و"التجفيف" إﻻ أنّ ارتفاع أسعار الخضار في موسمها الصيفي، وعدم توفرها في اﻷسواق، نتيجة تصديرها من طرف حكومة النظام، غيّب فكرة اﻻعتماد على "التجفيف".
وتؤكد تقارير إعلامية أن 80 بالمائة من الناتج المحلي يذهب إلى التصدير، والمبرر توفير وإدخال القطع اﻷجنبي واكتفاء السوق بالمواد الموجودة.
وبحسب تقارير من مناطق النظام، فإن 50 شاحنة مبردة محملة بالخضار والفواكه تخرج من مناطق النظام يوميا باتجاه دول الخليج عبر معبر نصيب الحدودي مع الأردن، في حين يخرج باتجاه العراق ما بين 8 إلى 15 شاحنة.
وتقول تغريد وهي موظفة في القطاع العام لبلدي نيوز: "نلجأ عادةّ إلى تجفيف بعض المواد مثل البامية، والملوخية، وهي أفضل بديل بعد زيادة ساعات التقنين الكهربائي، التي أنهت كليا التفكير في تفريز تلك اﻷغذية".
وأضافت: "اليوم نحن نشتري الخضار والفاكهة بالحبة، ومع ارتفاع اﻷسعار اتخذنا القرار باﻻستغناء عن التجفيف، واﻻكتفاء بما هو حاضر في الشتاء"، وتغريد التي بدت متشائمة تضيف: "عطينا عمر لوقتها".
من جهتها تقول نسرين وهي موظفة في القطاع العام بدمشق: "ذهبت تلك اﻷيام بطقوسها ولمتها، والواضح أن الجوع يطرق اﻷبواب".
وتتحدث اﻷرقام الرسمية عن "التصدير" وانعكاساته السلبية، وضعف القدرة الشرائية، نتيجة تدني اﻷجور، وغلاء اﻷسعار، إذ يخشى السكان من "الجوع" هذا الموسم.