بلدي نيوز - (محمد خضير)
زار وفد رسمي إيراني، اليوم الأحد، محافظة دير الزور شرق سوريا، شملت المواقع العسكرية الخاصة بالحرس الثوري ومتشآت صحية ومدنية في المحافظة.
وقال موقع "فرات بوست" المحلي، إن الوفد زار منشآت ومستشفيات إيرانية مثل "الفرات" في دير الزور، و"الشفاء" في الميادين، و"العشارة والقدس" في البوكمال، ومساجد أشرفت على ترميمها إيران، مثل مزار "عين علي" في مدينة القورية.
وضم الوفد شخصيات رسمية تابعة للسفارة الإيرانية في سوريا، وأعضاء لجنة عسكرية تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، وأخرى تابعة للثقافة الإيرانية.
واستقبل الوفد محافظ دير الزور المعين من النظام "فاضل نجار"، ورئيس مجلس محافظة دير الزور "مالك العمر"، وشخصيات إيرانية مثل الحاج "مهدي" مسؤول قطاع المنطقة الشرقية، والحاج "أمير عباس" مسؤول ميليشيا "الحرس الثوري" في دير الزور.
والتقى أعضاء اللجنة العسكرية في معسكر "الطلائع" باللواء "معين خضور" قائد اللجنة الأمنية والعسكرية، وقائد الفرقة 17، حيث اطلع على واقع التسليح ومدى توفر الذخائر والعدة والعتاد، وأجرت اللجنة عملية مطابقة بين وثائق لديها بخصوص السلاح الذي أرسلته إيران إلى المحافظة.
وكان التدخل الإيراني قد أصبح جليا في سوريا بين عامي 2013 و 2018 عندما تدخلت لمساعدة النظام السوري في حربه، وعندما شاركت كذلك في محاربة تنظيم "داعش" شرقي سوريا لفرض وجودها ونفوذها هناك.
وقد يكون أبرز هدف حققته إيران في دير الزور هو سيطرتها على مدينة البوكمال ومعبرها الحدودي مع العراق، الأمر الذي مكّن نظام طهران من إقامة ممر بري يوصلها إلى البحر الأبيض المتوسط ولبنان عبر سوريا والعراق.
وعمدت إيران إلى توزيع المهام بين ميليشياتها على الأرض لضمان الحفاظ على المكاسب واستمرار النفوذ.
تُعد الضفة الغربية لنهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق أبرز مناطق نفوذ إيران والمجموعات الموالية لها في سوريا.
وينشر الحرس الثوري الإيراني آلاف المقاتلين والمستشارين العسكريين في سوريا، لكن طهران تتحدث فقط عن مستشارين يعاونون النظام، وتقاتل فصائل عراقية إلى جانب قوات النظام بطلب إيراني.
وينتشر هؤلاء اليوم بشكل رئيس على الشريط الحدودي بين العراق وسوريا منذ انتهاء العمليات ضد تنظيم "داعش" في العراق ثم سوريا، ويتخذون من مدينة البوكمال مركزا أساسيا.
ومن أبرز هذه المجموعات، "كتائب حزب الله" التي باتت تنتشر بشكل أوسع في شرق سوريا.
كما أسس الحرس الثوري الإيراني لواء "فاطميون" الأفغاني ولواء "زينبيون" الباكستاني من مقاتلين أفغان وباكستانيين شيعة، وشارك هؤلاء في معارك عدة في سوريا، ويحتفظون اليوم بمواقع مهمة في دير الزور.
وباتت الميليشيات الإيرانية تستهدف أطفال دير الزور في إطار مشروعها الرامي لاستقطاب هذه الفئة للدراسة في الحوزات والمعاهد خارج سوريا في إطار مشروع أشمل تعمل عليه لتثبيت أقدامها.
مصادر محلية قالت، إن الميليشيات الإيرانية وبإشراف المركز الثقافي الإيراني وقيادة كشافة "المهدي" العراقية أرسلت مجموعة من الأطفال إلى كربلاء للدراسة في الحوزة العلمية التابعة لآل البيت، على حد تعبيرهم.
وأضافت، أن هذه الدفعة هي الرابعة من نوعها حيث تقوم الميليشيات بجمع الأطفال من الميادين والعشارة والبوكمال وقرية مراط وإرسالهم بباصات عسكرية تابعة للحشد الشعبي إلى معسكراتهم وحوزاتهم العلمية.
وكشفت مواقع محلية عن وجود ستة معسكرات لميليشيا "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا؛ الأول يقع في معسكر شيباني شمال غرب دمشق وتحرسه مليشيا "حزب الله" اللبناني، ويوجد في المعسكر إلى جانب ضباط من النظام السوري ضباط و"الحرس الثوري" الايراني والمليشيات العراقية التابعة لإيران.
والمعسكر الثاني يقع في منطقة النيرب شرق محافظة إدلب، وهو معسكر مليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، ويقود هذا اللواء محمد سعيد، ويحتضن هذا المعسكر أطفالا فلسطينيين وسوريين.
المعسكر الثالث يقع في منطقة القصير جنوب محافظة حمص؛ حيث يتولى عناصر مليشيا "حزب الله" اللبناني الإشراف على المعسكر وتدريب الأطفال ومن ثم نقلهم إلى جبهات القتال، بينما يقع المعسكر الرابع في مدينة الميادين جنوب شرق محافظة دير الزور، ويتولى ضباط من جيش النظام وضباط من "الحرس الثوري" الإيراني والمليشيات العراقية عمليات تدريب الأطفال عسكريا وعقائديا في المعسكر.
وتضم دير الزور أيضا المعسكر الخامس الذي ينقسم إلى 3 أفرع؛ يقع أحدها في حي الجورة والثاني في منطقة عين علي، والثالث في حي القصور، أما المعسكر السادس فيقع في مدينة البوكمال المحاذية للحدود العراقية.