بلدي نيوز- (خاص)
كشفت مهندسة زراعية تعمل في وزارة الزراعة بحكومة النظام السوري، عن معلومات تفيد بأن محاصيل غوطة دمشق الشرقية تروى بمياه الصرف الصحي.
وقالت المهندسة -التي لم تكشف عن اسمها- لإذاعة "المدينة" الموالية، إنه أثناء عملية مسح أجرتها مع زملاء لها، لأراضي الغوطة الشرقية، رأت بأم عينها فلاحين يروون الخضار والفاكهة بمياه الصرف الصحي.
وعزت المهندسة لجوء الفلاح إلى هذا الإجراء، لعدم توفر مادة المازوت لتشغيل المضخات، فضلا عن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.
وأكدت المهندسة أن المحاصيل التي تروى بهذه المياه هي محاصيل مسرطنة، داعية الوزارة للتحرك السريع رغم أنها تعلم ذلك وتغض النظر.
وأنكر بعض المسؤولين في وزارة الزراعة علمهم بالأمر وفيما لم ينفِ البعض الآخر ولم يؤكد في الوقت ذاته، وتعهدوا بمتابعة الموضوع مع اللجان الفرعية التي تقوم بجولات في الحقول، لمعرفة أسباب عدم قيامهم بتنفيذ ضبوطات، رغم أن الفلاح، بإقرار من المهندسة، غير ملام كونه لا يملك موارد لري أرضه.
وقال مدير الزراعة في ريف دمشق، عرفان زيادة، إن بعض الفلاحين يستخدمون أحيانا "مياه مخلوطة" بالصرف الصحي.
وأضاف زيادة، أن استخدام الفلاحين للمياه الملوثة جاء بسبب تضرر أعداد كبيرة من الآبار التي كان يتم الاعتماد عليها في تأمين وسائل السقاية الغير ملوثة.
وقال زيادة، إن أراضي الغوطة كانت تعتمد على نهري بردى والأعوج وبعض الينابيع الأخرى في ري المزروعات، وعلى استخدام المياه المعالجة قبل تدمير البنى التحتية خلال فترة الحرب.
وتؤكد مصادر محلية لبلدي نيوز، أن سكان الغوطة لجأوا لسقاية الأراضي بمياه الصرف الصحي أثناء فترة الحصار التي فرضتها قوات النظام وميليشيات إيران على الغوطة الشرقية قبل السيطرة عليها، حيث تحتاج سقاية النباتات والمساحات الزراعية إلى كمية كبيرة من الوقود اللازم لتشغيل المولدات حتى تقوم بضخ الماء إلى المزروعات، وبسبب عدم توفرها يلجأ المزارعون للسقاية من مياه الصرف الصحي.