بلدي نيوز – إدلب (محمد خضير)
قصفت الطائرات الحربية الروسية ومدفعية النظام بأكثر من 80 قذيفة مدفعية و 12 غارة جوية جنوب محافظة إدلب، أسفرت عن مقتل 9 مدنيين و ثلاثة عسكريين من "هيئة تحرير الشام" في تصعيد واضح يسبق القمة المرتقبة في جنيف بعد أيام قليلة بين الرئيس الأمريكي جو بادين ونظيره الروسي فلاديمير بوتين.
وقال مراسل بلدي نيوز، إن عدد الضحايا من المدنيين الذين قتلوا بالقصف المدفعي على بلدة إبلين في جبل الزاوية جنوب إدلب صباح اليوم ارتفع إلى تسعة أشخاص، بينهم سيدة وطفل معظمهم من عائلة واحدة، وهم "محمد العاصي، ووليد العاصي، وعبد القادر العاصي، وولاء العاصي، وحذيفة العاصي، ووليد هرموش، وأحمد دقماق".
وأضاف أن ثلاثة قتلى من فصيل "هيئة تحرير الشام" وهم "أبو خالد الشامي" المتحدث باسم الجناح العسكري في هيئة تحرير الشام، و"أبو مصعب الحمصي" مسؤول التنسيق العسكري في العلاقات الإعلامية، و"أبو تامر الحمصي" المتابع لشؤون الوفود الصحفية في مكتب العلاقات الإعلامية.
يأتي هذا التصعيد بعد يوم واحد من اجتماع روسي تركي، جرى خلاله التأكيد على الالتزام بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها، وأكدت على تطبيق الاتفاقيات المبرمة بين تركيا وروسيا بشأن وقف الأعمال العسكرية في سوريا، ومكافحة الإرهابيين الدوليين.
وتناول اللقاء كذلك تحضيرات "الاجتماع الدولي السادس عشر" في إطار مسار "أستانا" حول الشأن السوري، فضلا عن تبادل وجهات النظر بشأن إطلاق المسار السياسي بين الفرقاء السوريين بما في ذلك عمل اللجنة الدستورية في جنيف.
وفي الصدد، أكد مصدر عسكري لبلدي نيوز، أن قوات النظام ليست بصدد فتح عمل عسكري، ولم تشهد المنطقة تعزيزات على خطوط المواجهة مع قوات النظام، ولفت إلى إن القصف لم يتوقف إنما ارتفعت حدته اليوم، وأشار إلى أن النظام ليس له أي نية ولا تحركات باتجاه التصعيد.
في المقابل، ردت القوات التركية بقصف مواقع قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي، وهذا القصف لا يرقى لمستوى الرد، فسره مراقبون أنه إنذار أو تحذير لقوات النظام من استهداف النقاط التركية، وربما بهدف رفع الحرج عنها أمام المدنيين الذين احتجوا على القصف قبل أيام أمام النقاط العسكرية على تصعيد النظام.
هذا ويرى الباحث الاستراتيجي في بلدي نيوز "تركي المصطفى"، أن التصعيد الروسي في المنطقة يعود لأسباب تتعلق باقتراب موعد مداولات مجلس الأمن الدولي من أجل تجديد آلية التفويض بدخول المساعدات الإنسانية من معبر باب الهوى، وتداول الطرفان الروسي والتركي مشاورات بهذا الشأن على مستوى الخبراء في مقر وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء الماضي.
ومثل نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وأفريقيا "ميخائيل بوغدانوف" وفد موسكو في المشاورات، فيما مثل نائب وزير الخارجية التركي "سادات أونال" وفد أنقرة.
ويضيف المصطفى: "يبدو أن روسيا تبحث عن مكاسب اقتصادية تتعلق بفتح معابر بين مناطق نفوذ المعارضة ومناطق نفوذ النظام، ويبدو أن الاختلاف الروسي التركي في موسكو كان سببا في تعزيز أنقرة لقواتها تحسبا للتصعيد الروسي الذي وصل ذروته صباح اليوم من خلال شن عشرات الغارات الجوية التي استهدفت بلدات وقرى جبل الزاوية جنوب إدلب، فضلاً عن القصف المدفعي للنظام في تلك المنطقة، في مؤشر واضح للضغط الروسي على تركيا، كما تستبق موسكو لقاء بايدن وأردوغان المقرر يوم 14 يونيو الجاري بالتصعيد العسكري.
وشهدت بلدات وقرى جبل الزاوية حركة نزوح للمدنيين عقب القصف الذي حصل صباح اليوم، والذين بدورهم عادوا منذ فترة قريبة لمتابعة محاصيلهم وأرزاقهم.