بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
أعادت المقتلة التي مُنيت بها ميليشيا "حزب الله" اللبناني مؤخراً بريف حلب الجنوبي، إلى الأذهان ما كان يتشدق به متزعم الميليشيا "حسن نصر الله" مع كل ظهور له على الشاشة الصغيرة، ليؤكد أنه سيدافع عن نظام بشار لو كلفه ذلك "ثلاثة أرباع" مرتزقته.
ولا ينسى أحد ما قاله متزعم الميليشيا "نحن باقون في سوريا وسنحضر في أشكال مختلفة، وسنكمل هذه المعركة لو بقي ربعنا وإن كانت سوف تقتضي أن أذهب أنا شخصيا الى سوريا سأذهب"، وهو ما بدأ الإعلام اللبناني (المهتم بشأن الميليشيا) بتذكير الحاضنة الشعبية لـ "حزب الله" به، متسائلة "هل سيمضي حسن نصر الله في تحقيق نبوءته؟"، وخصوصاً بعد الخسائر البشرية للحزب، دون ردود فعل رسمية من قيادتها.
موقع "جنوبية" المتابع لسياسات "حزب الله" في المنطقة، قال "على ما يبدو أن رؤية السيد نصر الله اقتربت من التحقيق، وإنه قريباً لن يبقى من الطائفة الشيعية في لبنان إلا الربع، أما الثلاثة أرباع فسيكون مصيرهم النعوش (الصفراء) والهجرة إلى اميركا وافريقيا، لو استمرت معارك سوريا الطاحنة على هذه الوتيرة".
وأكد المصدر أن "تكرار الإعلان عن سقوط مقاتلين، وصدمة الخسارة القاسية في ريف حلب الجنوبي التي تكبدها الحزب بسقوط نحو 35 عنصراً، أثار المخاوف ضمن بيئة الحزب من أن مؤشرات المعركة لن تكون لصالحه، وأنها ستكلف الحزب والطائفة الشيعية المزيد والمزيد من الضحايا. حيث تعد الدفعة الأخيرة من الخسائر، الضربة الأقسى التي يتعرض لها الحزب منذ معارك القصير في صيف عام 2013".
وفي الوقت الذي لم تصح الحاضنة الشعبية لعصابة "حزب الله" من صدمتها، يسعى الأخير إلى سياسته القديمة الجديدة بشحذ الهمم مرة أخرى، ورفع شعارات التعبئة والحماس للانتقام لقتلاها.
هذه السياسة قوبلت بتحذّير معارضين شيعة للميليشيا من استدراج المزيد إلى مقتلة لا خاسر فيها سوى حاضنة الحزب الشعبية، منوهين إلى أن استدراك الوضع متأخراً خير من الانجراف إلى تحقيق "نبوءة" حسن نصر الله بما سموه بـ "المقتلة الكبرى".
ويرى مراقبون أن نصف نبوءة حسن بالهزيمة قد تحققت بشقين، أولهما بقرار الميليشيا الانتحار في المستنقع السوري، وثانيهما من خلال ما لاقته من خسائر بشرية على مدى السنين الأربعة الماضية، كما أن القرار بالانسحاب يعتبر هزيمة أيضاً، إلا أن هذا القرار أيضاً ليس ممكنا، كونه يصدر من "قم" لا من "الضاحية الجنوبية"، وبكل الأحوال فإن عصابة حزب الله في طريقها إلى تحقيق نبوءة "السيد" حسن.
ويذهب آخرون إلى أبعد من ذلك، بالقول إن حرب "حزب الله" على اللبنانيين بجميع أطيافهم، والشيعة على وجه الخصوص، لا تتوقف على الملف السوري وانخراطه بـ"الحرب السورية"، مؤكدين أن الميليشيا تنتهج في تجنيد مرتزقتها على الترغيب والترهيب والتضييق، مستندين بذلك على اعترافات أسرى الميليشيا في سوريا، والمقارنة بينها وبين التسريبات الإعلامية عن تضييق الحزب على اللبنانيين في كل نواحي الحياة من الغذاء وليس انتهاء الهواء.
إذاً. حسن نصر الله تنبأ وهو ماض في تحقيق نبوءته بدماء شيعته وبأمر من ولاية الفقيه ليس فقط لحماية بشار، بل الحوثي وعيسى قاسم وغيرهم، فهل تتحقق النبوءة مع تزايد تواتر التوابيت الصفراء؟