السوريون ينتظرون خريف الرئاسة الأمريكية الحالية بفارغ الصبر - It's Over 9000!

السوريون ينتظرون خريف الرئاسة الأمريكية الحالية بفارغ الصبر

aawsat – ترجمة بلدي نيوز
نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" يوم السبت، نقلاً عن مصادر دبلوماسية غربية بأن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان ديميستورا، يتعرّض لضغوط روسية- أميركية تسعى لدفعه لعقد جولة مفاوضات جديدة في جنيف.

وفي الوضع الطبيعي ليس هنالك حاجة إلى أي ضغوط، لكن ما تعيشه سوريا اليوم تجاوز كل الحدود، وإن اضطرار الأمم المتحدة للتوسّل إلى نظام الأسد وداعميه، فقط للسماح لهم بإدخال الغذاء والدواء للمناطق المحاصرة، لدليل دامغ على هذا الوضع المأساوي.

فلم يعد مفهوماً المعنى الحقيقي "للمجموعة الدولية لدعم سوريا"، أي "سوريا" يراد دعمها؟ وما هو مستوى التجانس والتنسيق ما بين أعضاء هذه "المجموعة"؟ وما هي الأهمية من كونها "دولية"؟، عندما تصبح روسيا إحدى القوى العظمى قوة تدخل واحتلال، ويتم منحها من قبل القوة الأخرى، "الولايات المتحدة"، شيكًا على بياض لتقوم بفعل ما تشاء، وتفسّر القرارات الدولية كيفما شاءت، ثم تهنئها بما تنفذه.

وبمرور الأيام، تتساقط "الخطوط الحمراء"، وتتجلى أكذوبة "أصدقاء الشعب السوري" بعد أن تبيّن أن عدد أصدقاء الشعب السوري الحقيقيين، بالكاد يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، واليوم مع الطرف الروسي، والتواطؤ الصيني المطلق مع موقف موسكو، والإحباط والعجز الأوروبيين إزاء سياسة واشنطن في سوريا، تنهار مصداقية "المجموعة الدولية لدعم سوريا".

لقد ألقي بالكثير من اللوم على المبعوث الدولي إلى سوريا، دي ميستورا، خلال العامين الأخيرين، ولكن من الواضح بأنه كان يعمل مقيّد اليدين، في جوّ غير مساعد على إيجاد أي نتيجة، بحيث أن موسكو الآن، غير مستعدة للتخلي عن "أفضلية" ميدانية وسياسية كسبتها في منطقة استراتيجية كانت إلى عهد قريب شبه محظورة عليها، ولا واشنطن فيما تبقى من ولاية أوباما، راغبة في إحداث أي تغيير حقيقي في تفاهمها مع قيادة إيران، لا في الجوهر ولا في التفاصيل، وذلك حتى على حساب استقرار الشرق الأوسط ووحدة أراضيه،  ولا طهران والمحكومة بطغيان الملالي ودموية الحرس الثوري، والمستفيدة من الروس والأمريكيين، ترغب بتضييع فرصة تاريخية، سنحت لها في الثأر من العرب والتفوق على الأتراك في زعامة العالم الإسلامي.

وعلى أساس هذه المعطيات، كيف سيلام نظام ديكتاتوري قاتل على طلب العون من القوى الإقليمية والدولية، للمضي قدماً في جرائمه؟

ثم دعونا لا ننسى الموقف الإسرائيلي الملتبِس، والذي يقوم على سلسلة من الاعتبارات الواضحة، أبرزها:

أولاً، لطالما كانت إسرائيل "سعيدة" في تعاملها مع نظام الأسد، والذي أسّسه حافظ الأسد، مبتكر مفهوم "التعايش" الفعلي مع إسرائيل، وذلك وراء واجهة "ممانعتها" منذ 1973.

ثانيًا، إن سوريا اليوم باتت أقرب ما يكون إلى كيان خاضع لحكم مشترك، ذلك أنه ما عاد هناك وجود فعلي لنظام الأسد من دون دعم إيران وروسيا، طبعاً بمباركة أميركية وإسرائيلية، وما كانت زيارات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتتالية إلى موسكو، وسط الصمت المطبق "لممانع" دمشق و"مقاوم" بيروت، سوى تأكيداً للتفاصيل التي ترسم شكل وقوانين المناورة.

ثالثًا، إن إيران والتي لم يوما بعيدة عن المزايدة في موضوع "المقاومة"، وهي منذ الثورة الخمينية عام 1979، ثم فضيحة "إيران كونترا"، لم تكن تسعى على الإطلاق لمواجهة إسرائيل، بقدر ما تسعى لإسقاط الأنظمة العربية من خلال "تصدير الثورة"، وهذا ما أثبتته وتثبته الأيام والتجارب، في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وحتى إلى فلسطين ذاتها، حيث رعت طهران وما زالت تدعم تمزيق النسيج الفلسطيني من الداخل لضمان انعدام أي فرصة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة.

رابعًا، لن تُقلق اليمين الإسرائيلي المتشدّد أي حرب مذهبية على مستوى الشرق الأوسط ما بين السنة والشيعة، لأنها ستخدم مصلحته سواءً أكان لصرف الأنظار عن مشاريعه المتحمس لها، أو لإنهاك وتفتيت أي جبهة قد تهدّد مستقبلاً تلك المشاريع، وبالتالي لا مصلحة لليمين الإسرائيلي، بقيادة "الليكود" وزعيمه نتنياهو،  في رحيل نظام يعرفه جيدًا.

وبالعودة إلى الضغوط على دي ميستورا، تظهر المصادر الدبلوماسية الغربية تشاؤمها من أي تحرّك دولي في ظل ما تصفه بالسياسة الأميركية "المتهالكة"، في حين تمسك موسكو بالكثير من الأوراق السورية، بل وتذهب بعيداً للقول بأن: "وزير الخارجية الأميركي جون كيري قام عملياً بتسليم الملف السوري للروس، وإن كيري والرئيس أوباما ووكالة الاستخبارات المركزية، يمثلون اليوم توجّهاً، لا يرى في الشرق الأوسط من وجود خطر حقيقي سوى خطر تنظيم "داعش"، ومن ثم، فهم يعتبرون أن كل الجهود يجب أن تصب لقتاله ولو اقتضى الأمر التعاون مع موسكو، لا بل وربما الموافقة على بقاء الأسد إذا كان هذا هو الثمن الذي تريده موسكو لهذا التعاون.
ولكن هنالك موقف وزارة الدفاع الأمريكية، والذي لا يقتنع بصحة رؤية البيت الأبيض، ولا يثق بالكرملين بل هو على قناعة تامة بأن محور "طهران، موسكو، نظام الأسد" يسعى لتطبيق الحل العسكري على الأرض.

وهكذا، وفي ظل استبعاد أي تغيير في سياسة أوباما إزاء سوريا، مع تسارع العد العكسي لرئاسته، وتزايد ملامح المأساة في سوريا، وتعمّد القضاء على المعارضة المعتدلة، فمن المرجح أن تتفاقم معاناة السوريين.

وفي ظل هذه السلبية الأمريكية والعجز الدولي، لم يعد أمام السوريين سوى انتظار انتهاء ولاية أوباما في (تشرين الثاني) المقبل.

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا