بلدي نيوز – (محمد خضير)
نظمت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي مؤتمرا للمانحين، لدعوة المجتمع الدولي إلى توفير دعم مالي لسوريا الغارقة في الحرب منذ 10 سنوات واللاجئين السوريين المنتشرين في الشرق الأوسط.
وبسبب جائحة كورونا تعقد النسخة الخامسة من "مؤتمر بروكسل لدعم سوريا" عبر الفيديو بمشاركة 50 دولة بالإضافة إلى منظمات غير حكومية ومؤسسات مالية دولية ووكالات الأمم المتحدة.
وجاء في بيان لمختلف هيئات الأمم المتحدة المعنية بالمؤتمر أنه "مع التأثير الإضافي لكوفيد-19 لم يتمكن المدنيون السوريون الذين يواجهون الفقر والجوع والتهجير وهجمات متواصلة من التقاط أنفاسهم".
ويهدف المؤتمر إلى توفير أكثر من 10 مليارات دولار، منها 4.2 مليارات دولار على الأقل للاستجابة الإنسانية داخل سوريا، و5.8 مليارات دولار إضافية لدعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة في المنطقة
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستقدم مساعدات إنسانية جديدة بأكثر من 596 مليون دولار لمواجهة الأزمة السورية.
وأضاف بلينكن في بيان، أن المساعدات تهدف إلى تقديم العون للكثير من السوريين في الداخل والذين يقدر عددهم بنحو 13.4 مليون نسمة.
وأشار الدبلوماسي الأمريكي إلى أن المساعدات تشمل 5.6 مليون لاجئ سوري في تركيا ولبنان والأردن والعراق ومصر.
يقول منسق ملف اللاجئين لدى "تجمع المحامين الأحرار" الأستاذ "محمود الخليل" لبلدي نيوز، "حقيقةً وفق مقتضيات القانون الدولي والذي ينص على أنه في حال فقدان الأمن للمواطن في بلده يخرج من قانون الحماية الوطنية هو الأصل ويدخل ضمن الحماية الدولية، بمعنى أن الوضع في سوريا والمواطنين السوريين الآن في ظل الوضع الراهن هم تحت الحماية الدولية، وبالتالي مسؤولية المواطنين السوريين عامةً في الداخل والخارج هي مسؤولية أممية بالمقام الأول، وأي معاناة يعانيه هذا الشعب والمواطن نتيجة الصراع تقع بالأولوية على المجتمع الدولي كاملاً".
ويضيف الخليل، "سوريا هي أحد أعضاء هيئة الأمم المتحدة ومؤسسة في الهيئة، وهي من أول الدول التي كانت توفي كامل التزاماتها الدولية منذ الاستقلال حتى ما قبل الثورة، وهي من أوائل الدول التي كانت تسهم في حمل جزء من المعاناة الدولية في كل الدول، و كانت سباقة في حمل معاناة الشعوب الأخرى".
ويكمل بالقول "يجب أن نعرف أن هذا الحمل كان يقع على المواطن وليس النظام، وبالتالي إن المواطن السوري أدى رسالته الإنسانية أمام الشعوب الأخرى، آملاً في يوم من الأيام أنه في حال وقعت كوارث طبيعية أو بشرية كالحروب يجب على المجتمع أن يرد هذا الجميل".
واستطرد قائلاً: "فوجئنا كمدنيين وأنا واحدً منهم أن العالم عاملنا بشيء من الجحود، واستثنى بعض الدول التي ساهمت في الحد الأكمل، لكن معظم دول العالم لم تفِ بالتزاماتها بحق الشعب السوري سواءً في الجانب الإنساني أو الحقوقي والسياسي، فمنهم من أكتفى بالحياد والنظر إلينا، ومنهم من أغلق حدوده بوجهنا، ومنهم من أعلن بشكل مسبق أنهم لا يستقبلون لاجئين سوريين".
وحول مؤتمر بروكسل، قال: "حقيقةً أن تأتي متأخراً خيرً من أن لا تأتي أبداً، والمؤتمر صحيح أتى متؤخراً لكن لا بأس، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر لا يجب على الدول التباهي به، لأنه يأتي ضمن واجباتها الدولية وهو جاء متأخراً بعد عشر سنوات، ويجب أن لا تترجم معاناة الشعب على أنها حاجة مادية أو ثورة جياع".
وأكمل، "أصبحنا اليوم في حالة يرثى لها مادياً لكن أولويات مطالبنا هو حريتنا، ونحن كشعب سوري نستطيع أن نعيش بنصف رغيف لكن لا نستطيع أن نعيش بنصف كرامة".
وأضاف، "لا بأس أن تتحسن أوضاع السوريين المعاشية، ولا بأس أن تتحسن أوضاع المدنيين في الخيام وتصرف هذه المبالغ وفق قنوات نظيفة تصل لمستحقها، بحيث يتحسن وضع المواطن لحد معين، لكن نحن نبحث عن دول مانحين لحريتنا وليس عن دول مانحين لنا سلل إغاثية".
ويختم بالقول "المؤتمر استقبلناه بشكل جيد لكن هناك فرحة ممزوجة بشيء من الحسرة، فنحن طلاب كرامة أولاً وأخيراً وليس طلاب لقمة عيش، فأتمنى أن يوازيه مؤتمر آخر يستطيع المانحون أن يمنحونا حقنا بالحياة بحرية وكرامة.
أما "ابراهيم محمد الدرويش" مهجر من ريف إدلب الجنوبي يقول لبلدي نيوز، "أسكن في مخيمات دير حسان بريف إدلب الشمالي، تابعت اجتماع بروكسل منذ يومين وكان الاجتماع بخصوص دعم السوريين، وبرأي أن الاجتماع كأي اجتماع سابق، كل فترة تجتمع الدول ولا تعود بأي نتائج لصالح الشعب السوري، اليوم نحن في الداخل لا نريد مساعدات دولية بل نريد حريتنا التي سلبت من قبل النظام والميليشيات الإيرانية والعودة إلى منازلنا التي هجرتنا آلة الحرب الروسية".