بلدي نيوز _ (عمر يوسف)
بعد عقد من الزمن، يستمر السوريون بثورتهم ضد رئيس النظام السوري بشار الأسد، رغم الضريبة الباهظة التي دفعها الشعب من دمائه وممتلكاته، بهدف أن تتحول سوريا إلى بلد يحكمه القانون، والتداول السلمي للسلطة، إضافة إلى تحقيق الحرية والعدالة والمساواة.
في 15 آذار قبل عشر سنوات بالضبط، خرج الشعب السوري الثائر إلى الشوارع والساحات، مناديا بالحرية وتحقيق المساواة ومحاربة الفساد، الأمر الذي قابله النظام بالرصاص والحل الأمني، مستخدما القوة والبطش في سبيل قمع تلك الاحتجاجات، ولم يصغ النظام لمطالب المتظاهرين، الأمر الذي أجج من الحراك الشعبي في سوريا ودفع الآلاف للتظاهر في كافة المدن السورية.
بعد سقوط الشهداء من المتظاهرين، تحولت مطالب الحراك من الإصلاح إلى إسقاط النظام السوري ورحيل كافة رموزه، وبات من الصعب العودة إلى مطالب الإصلاح وارتفع سقف مطالب الشعب الذي أكد مع سقوط أول شهيد فقدان شرعية حكم النظام السوري الذي تتوارث أسرة الأسد الحكم فيه.
ومع الانشقاقات من العسكريين الرافضين قمع مظاهرات الشعب السوري، بدأت تظهر فصائل مسلحة سميت بالجيش السوري الحر تيمنا بالحرية التي ينشدها آلاف السوريين المشاركين في المظاهرات، وسرعان ما تحول الحراك من السلمية إلى ما يمكن أن يطلق عليه الكفاح العسكري للثورة.
الشهداء
لا تتوفر بيانات دقيقة عن عدد الضحايا في سوريا حتى الآن، فقد أشارت تقديرات للأمم المتحدة إلى أن عددهم يصل إلى أكثر 400 ألف شخص منذ بدء الثورة في عام 2011، لكن المركز السوري للأبحاث السياسية قدر عددهم بحوالي 470 ألف شخص وإصابة 1.9 مليون شخص بجروح (أي أن ما مجموعه 11.5 في المئة من مجموع السكان إما أصيبوا أو قتلوا).
وقالت الأمم المتحدة إن حوالي 12 مليون سوري فقدوا منازلهم وأصبحوا في عداد المشردين، بينهم خمسة ملايين شخص أغلبهم من النساء والأطفال فروا إلى خارج البلاد. وكان عدد سكان سوريا في عام 2010 أكثر من 23 مليون نسمة وفقاً للأمم المتحدة.
وأشار تقرير أممي إلى أن توفير المساعدات الإنسانية لحوالي 13.5 مليون شخص في سوريا يحتاج إلى 3.2 مليار دولار سنوياً.
المعتقلون
يعتبر ملف المعتقلين في سجون النظام السوري أحد أهم ملفات الثورة السورية، كما أنه يعتبر أولوية كبرى في مسار المفاوضات بين المعارضة والنظام، في حين يصر النظام على سياسة الإنكار والكذب حول المعتقلين.
وبلغ عدد المعتقلين والمختفين قسرياً خلال السنوات الماضية أكثر من 149 ألف شخص، معظمهم لدى نظام الأسد، في حين بلغت أعداد القتلى تحت التعذيب في عموم سوريا 14.506 أشخاص، بينهم 14.315 شخصاً على يد النظام، بالإضافة إلى عشرات الانتهاكات الأخرى، وفق تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان. وتقول الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 85 بالمئة من المعتقلين ضمن قيد الإخفاء القسري.
وتسببت الحرب في تدمير معظم البنية التحتية في غالبية المدن السورية، في حين تسبب الأسد وحلفاؤه بتدمير شبه شامل للبنية التحتية للمدن الخارجة عن سيطرة النظام.