بلدي نيوز – جنوب دمشق (محمد أنس)
نجحت إحدى تشكيلات الجيش السوري الحر العاملة في جنوب العاصمة السورية يوم الخميس، من إلقاء القبض على مجموعة كانت تهرب كميات كبيرة من مادة النحاس من جنوب دمشق إلى مناطق النظام السوري في دمشق، مستخدمة في ذلك "صهريجاً" لتعبئة المياه.
الناشط الإعلامي "أبو ياسر الدمشقي" أفاد بأن الخلية التي تم ضبطها من قبل لواء شام الرسول التابع للجيش الحر، كانت تحاول تهريب ما يزيد عن كمية 2 طن من مادة النحاس من قلب جنوب دمشق المحرر نحو مناطق الأسد، مستخدمة في ذلك صهريجاً لتعبئة المياه، عبر طريق "ببيلا–سيدي مقداد".
وقال "الدمشقي" لبلدي نيوز "بعد تفتيش الصهريج تبين بأنه محمل بأكياس مغلفة مملوءة بكميات هائلة من مادة النحاس، التي تعد وتستخدم في مجال تصنيع العبوات الناسفة من قبل الثوار لمواجهة النظام والميليشيات الفلسطينية وكذلك تنظيم الدولة".
وأكد المصدر بأن عملية التفتيش والتحقيق مع المجموعة التي حاولت تهريب هذه الكميات إلى مناطق النظام بيّن أنها تابعة وبشكل مباشر للشيخ صالح الخطيب اليلداني، شيخ المصالحات مع النظام السوري في جنوب دمشق، وأحد أبرز أعضاء المعارضة الداخلية الذين قابلوا الروس في قاعدة حميميم العسكرية.
ونوه المصدر إلى أن تشكيلات الجيش الحر وجيش الإسلام وجيش الأبابيل وغيرهم حاصروا مقرات عسكرية تتبع للشيخ الخطيب في بلدة يلدا، وتمكنوا من اعتقال شقيق الشيخ صالح الخطيب ويدعى "أبو النور الخطيب" وعدة عناصر كانوا برفقته.
من جانبه، تجمع ربيع ثورة العامل جنوبي العاصمة السورية، أكد عبر حسابه الرسمي في مواقع التواصل الاجتماعي إقدام مجموعة مسلّحة تابعة للشيخ صالح الخطيب على مهاجمة مكتب القضاء في بلدة يلدا مساء أمس الخميس، بسبب توقيف مكتب القضاء لعنصر من هذه المجموعة لصلته بموضوع النحاس المهرّب إلى العاصمة دمشق.
إلا إن الفصائل العسكرية في يلدا استنفرت وحاصرت مقر الشيخ صالح، ودارت مناوشات بين الطرفين بالأسلحة الخفيفة، فيما أفاد مصدر مطّلع عن انعقاد اجتماع بين قادة الفصائل العسكرية ومشايخ البلدة في هذه الأثناء في مسعى لحل المشكلة.
كما سلّم عدد من العناصر التابعين لمجموعة الشيخ صالح والمشاركين في الاعتداء على مكتب القضاء أنفسهم إلى المكتب ليصار إلى محاكمتهم بعد تدخّل من جيش الأبابيل.
ويذكر أن الشيخ صالح الخطيب أحد أعضاء لجنة التفاوض عن بلدة يلدا مع قوات الأسد منذ أن تم توقيع هدنة في شهر شباط من عام 2014، وأحد أبرز الذين زاروا قاعدة حميميم العسكرية الروسية في الساحل، والذين أكدوا على الدور الهام الذي تلعبه روسيا في سوريا، كما أن الخطيب يشتهر بفتوى أكل الحمير في جنوب دمشق بسبب حصار قوات النظام والميليشيات الفلسطينية، ولكن لم تمضِ بعدها عدة أشهر ليخرج على وسائل إعلام الأسد معلناً هدنة ومصالحة معه.