بلدي نيوز-أشرف سليمان
تمر الذكرى العاشرة لانطلاق الثورة السورية حاملة معها آلام وآمال من خرج بها وبقي على قيد الحياة، الآلام على فقد الأهل والأصدقاء والتغرب والبعد عن أرض الوطن والآمال بتحقيق أهداف الثورة، وأولها أسقاط نظام الأسد والحلقة الأمنية حوله ومحاسبتهم على جرائمهم وتحقيق الحرية والكرامة للشعب السوري.
المظاهرات الأولى بدمشق
بعد أن راقب السوريون مظاهرات الربيع العربي في تونس أولا ثم مصر وليبيا وهم يحلمون بالخلاص من 40 عام من حكم عائلة الأسد "الأب وابنه" وطغيانهم، خرج عدة أشخاص من أبناء سوريا في أول مظاهرة مناهضة للنظام بشكل صريح بتاريخ 15/03/2011 في قلب العاصمة دمشق وبالتحديد من سوق الحميدية التاريخي المجاور لمسجد بني أمية الكبير.
مظاهرة درعا
وبعد ثلاثة أيام من هذه الحادثة وبتاريخ 18/3/2011خرج أهالي درعا بمظاهرات مطالبين بخروج الأطفال الذي اعتقلهم النظام بعد أن خطوا عبارات مناهضة على جدران شوارع ومدارس بدرعا البلد، وكان الهتاف الشهير "الموت ولا المذلة".
الهتاف الأول
وقال "عامر الجوبراني" من أبناء العاصمة وأحد المشاركين في أول مظاهرة بدمشق وسوريا لبلدي نيوز "كان أول تجمع وهتاف مطالب بالحرية في سوق الحميدية القديم والعريق بدمشق، وتردد وقتها عبارة "بالروح بالدم نفديك سوريا".
وأضاف أن المظاهرة كانت مؤلفة من عدة أشخاص، سرعان ما تحولت إلى عشرات يجوبون الشوارع في السوق العريق وهتفوا بصرخة الحرية التي أطلقتها أولا الناشطة "مروى الغميان".
وأضاف الجوبراني "خرجت وقتها بنفس وقت المظاهرة مسيرة مؤيدة للنظام مؤلفة من عناصر أمن بلباس مدني وهاجموا الاعتصام وفرقوا المتظاهرين بالضرب، واعتقلوني مع عشرات المدنيين والناشطين غيري، وأخذوني إلى فرع مخابرات وبقيت لمدة شهر هناك وتعرضت للتعذيب الشديد".
مظاهرات ريف دمشق
وأردف "بعد خروجي من المعتقل وبتاريخ 22/04/2011 خرجنا بمظاهرة من جامع دوما الكبير في الجمعة العظيمة، بعد أن امتلأت العاصمة دمشق بالحواجز وعناصر الأمن، لنطالب بالإصلاح ورفع قانون الطوارئ وتعديل الدستور، ليأتي الرد علينا سريعا بالرصاص الحي، وارتقى بهذا التاريخ عشرات الشهداء من أبناء العاصمة دمشق والغوطة الشرقية، لينتفض سكان الغوطة في اليوم التالي خلال تشييع الشهداء بهتاف الشعب يريد اسقاط النظام".
وتابع "توسعت رقعة المظاهرات بعدها في معظم أحياء دمشق، وخاصة بالميدان "تظاهرات مسجد الحسن"، وكفرسوسة "تظاهرات جامع الرفاعي"، وبرزة "مسجد السلام"، وانتفضت مدن وبلدات ريف دمشق في الأشهر الأولى لانطلاق الثورة السورية "نصرة لدرعا"
بدوره قال الناشط الإعلامي عاصم الشامي، بإن رقعة المظاهرات في معظم أحياء دمشق ومدن وبلدات ريف دمشق توسعت في الأشهر الأولى لانطلاق الثورة السورية، ومع توسعها كانت قوات النظام تصعد من اجرامها بحق المتظاهرين من حملات اعتقالات بحق المتظاهرين إلى تفرقة المظاهرات بالرصاص الحي ونصب حواجز أمنية وعسكرية على مداخل ومخارج كل شارع وحي للحفاظ على أمن العاصمة دمشق.
وبعد مرور عشر سنوات من تلك المظاهرات الأولى ما يزال النظام الذي يسيطر على أكثر من 60 بالمائة من مساحة سوريا بدعم من روسيا ويرتكب الجرائم والمجازر في ظل صمت دولي وعدم وجود رؤية واضحة لمسار الحل السياسي في سوريا، بينما يأمل من بقي على قيد الحياة من المشاركين بالمظاهرات الأولى بالتخلص من ظلم خمسين عام للأسد الأب والابن.