بلدي نيوز - (فراس عزالدين)
قالت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بحكومة النظام، إن جميع السلع الغذائية الأساسية من الخبز والطحين والمواد المدعومة والمقننة كالسكر والأرز والشاي متوفرة، متجاهلة في الوقت ذاته الارتفاع الجنوني للأسعار وعدم قدرة الأهالي على شرائها في حال توفرها.
وتقول مصادر محلية من دمشق، إن المشكلة لم تعد بتوفر المواد الغذائية من عدمها، فحتى لو كانت المواد متوفرة فهناك ثلاثة أمور مرتبطة بشرائها، وهي، الارتفاع الكبير وعدم استقرار الأسعار في السوق، وضعف إمكانية الحصول على المواد المتوفرة بسبب تدني الدخل، ووجود سوق الظل/السوق السوداء، التي استحوذت والتهمت كل شيء، بما في ذلك المواد المدعومة (الخبز- المحروقات).
سوق متخمة
وبعيدا عن تصريحات وتطمينات مسؤولي النظام، فإن المقطع المرئي "الفيديو القصير" الذي تداوله موالون للفنان الموالي "باسم ياخور" تحت عنوان؛ شو بتشتري الـ1000 ليرة؟"، تبين حقا رؤية "تخمة السوق بالمواد الغذائية".
ولكن مع امتلاء الأسواق بالمواد إﻻ أنّ هناك استثناء وتقسيم تؤكده استطلاعات الرأي، التي أجريناها في دمشق وريفها، حيث تذهب وجهات النظر للقول إنه يوجد في المجتمع اليوم طبقتان فقط، أثرياء ظهروا على خلفية الحرب، وفقراء على الهامش، فيما لم يعد للطبقة المتوسطة وجود في المجتمع السوري.
خارج التغطية
والمتأمل في تطمينات حكومة النظام حول مساعيها، وحديث وزراء اﻷسد عن الأعباء المالية التي تدفع سنويا، يمكن نعته بأنه "خارج التغطية" وفق الكلام المتداول في الشارع، ووفقا للوصف الذي اختارته صحيفة "قاسيون" الموالية، فإنّ الحكومة تعيش على هامش حياة المواطنين، وهامش مسؤولياتها وواجباتها تجاه الغالبية الساحقة من المفقرين، بل جل ما تعمل عليه هو الحفاظ على مصالح كبار الحيتان فقط لا غير.
انتقادات دون طائل
وترتفع وتيرة "اﻻنتقادات" الموجهة لـ"حكومة النظام"، لكنها تسير في خطٍ واحد، دون تحقيق تقدم، بل مزيد من التدهور حتى بات اﻻنتقاد سلعةً رخيصة، ومع تلك اﻻنتقادات تبدأ "الحلول" المقدمة من النظام، على شكل مبادرات.
وتصف صحيفة "قاسيون" الموالية، مبادرات اقتصادية ترعاها حكومة النظام، وتدّعي بأنها "ستنعكس إيجابا على المواطنين"، وتصفها الصحيفة بأنها "نوع جديد من التهرب من المسؤوليات والواجبات".
تخلوا عن أرباحكم
ودعا وزير أوقاف النظام "محمد عبد الستار السيد" التجار وأصحاب الأموال للقيام بدور اجتماعي فرضه الإسلام، في الوقوف إلى جانب إخوتهم في هذه الأزمة الاقتصادية.
وطالب التجار ليس فقط بالاستغناء عن الربح إنما تحمل بعض الخسائر لتخفيف آثار الحصار عن الأسر المحتاجة، والتي لا تستطيع تأمين احتياجاتها في ظل هذه الظروف.
وتأتي تلك الدعوة في ندوة أقامتها وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل التابعة للنظام، تحت عنوان "أيام الأسرة السورية" مساء أمس الثلاثاء.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها وزارة الأوقاف الدين اﻹسلامي لتهدئة الشارع، حيث سبقها تصريحات لمفتي حلب بضرورة دعم الليرة.
ومجمل ما قدمه النظام للمواطنين، عبارة عن مبادرات لم ترق إلى تحقيق غاياتها، كمبادرة "الليرة عزتنا"، و"صندوق دعم الليرة" ولم تنجح مراسيم اﻷسد نفسه التي جرمت التعامل بغير الليرة السورية، في كبح جماح اﻷخيرة أو حتى ضبط اﻷسعار.
والمتأمل في تصريحات مسؤولي النظام، يجد "التبرير"، و"التوجيه المعنوي" المستخدم في "غسيل اﻷدمغة" كتصريح وزير الأوقاف في تبريره بقول "المسؤول عن تجويع الشعب السوري هي دول العدوان على سوريا وأدواتها التي نهبت النفط والقمح وخربت المعامل ودمرت البنى التحتية"، داعيا إلى محاربة أميركا وتركيا وإسرائيل و"قسد".
وتجمع آراء المحللين، أن النظام يعمد بين الحين واﻵخر لاستخدام الدين في غسيل اﻷدمغة، عند عدم قدرته على ضبط الوضع سواء اﻻقتصادي أو السياسي والعسكري.
باﻷرقام
ويعيش 90% من السوريين في بلادهم تحت خط الفقر، بحسب ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا.
وكانت المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي، "إليزابيث بايرز" التابع للأمم المتحدة، حذرت من أزمة غذاء غير مسبوقة في سوريا.
وقالت إن تسعة ملايين و300 ألف شخص في سوريا يفتقرون إلى الغذاء الكافي، وأوضحت أن عدد من يفتقر للمواد الغذائية الأساسية ارتفع بواقع مليون و400 ألف خلال الأشهر الستة الأولى من 2020.
ويشار إلى أن تلك التحذيرات جاءت في وقت كانت قيمة الليرة السورية فيه تعادل 2300 مقابل الدولار الواحد، في حين أنها لامست اليوم عتبة الـ 4 آلاف ليرة للدوﻻر الواحد.
استعطاف الشارع
وبالتزامن ع مجمل ما سبق، أعلنت صفحة "رئاسة الجمهورية" إصابة "بشار اﻷسد" وزوجته أسماء اﻷخرس، بفايروس كورونا، ما اعتبره محللون نوعا من محاولة كسب ودّ واستعطاف الشارع، في ذروة اﻷزمة اﻻقتصادية والمعيشية، واستذكرت تلك التحليلات إعلان إصابة اﻷخرس بـ"السرطان" ومن ثم شفائها المفاجئ.
بالمحصلة؛ فإن النظام يلعب على وتر استعطاف الناس واللعب على الحس الديني واﻻجتماعي لتهدئة مواليه.