أربعة ملفات سورية حاضرة في أستانا-15.. والقرار بيد "الضامنين" - It's Over 9000!

أربعة ملفات سورية حاضرة في أستانا-15.. والقرار بيد "الضامنين"

بلدي نيوز - (محمد وليد جبس)

تشهد مدينة إدلب السورية، هدوء حذرا يرافقه بدء اللقاءات الثنائية قبيل انطلاق الجولة الـ 15 من اجتماعات أستانا في مدينة "سوتشي" الروسية، والتي ستجمع الضامنين للملف السوري، وهم "تركيا - روسيا - إيران"، للحديث عن أهم القضايا الساخنة في سوريا، على رأسها ملفات "إدلب، واللجنة الدستورية، والانتخابات الرئاسية القادمة، والمعتقلين".

وتخلّلت الفترة الزمنية ما بين الجولتين 14 التي انعقدت العام الفائت، والجولة 15 المزمع انعقادها اليوم وغدا في سوتشي، محاولات عدّة للنظام السوري وإيران لخرق اتفاق إدلب والتقدم ميدانيا نحو مناطق "جبل الزاوية وسهل الغاب"، لكن الجيش التركي ومع اتخاذه خطوات مميزة في المنطقة عبر تحصينها بدرع فولاذي امتد من اللاذقية إلى حدود حلب، شتت حلم النظام بالتقدم إلى المنطقة، ما رجح نشطاء أن أنقرة ستحافظ على بقية المناطق في شمال سوريا وستمنع النظام من مساسها والذي أكّد على ذلك هو تأمين طريق M4 من قبل الجيش التركي وإرسال تطمينات لروسيا بأن الطريق جاهز لاستئناف الرحلات التجارية.

لا حرب في إدلب

يقول المحلل العسكري العميد "أحمد رحال"، في حديث خاص لبلدي نيوز إن "روسيا كان لها أهداف أخرى في شمال غربي سوريا، وهي السيطرة على طريق "حلب-اللاذقية" الدولي المعروف بالـM-4، وجعله الخط الفاصل بين مناطق سيطرة قوات النظام السوري وفصائل المعارضة، وبالتالي السيطرة على جبل شحشبو، وجبلي الزاوية والأربعين".

وأضاف العميد رحال "أن المناطق آنفة الذكر شهدت العديد من محاولات التقدم لقوات النظام وروسيا، إلا أن الإصرار التركي والانتشار وطرق التموضع الأخيرة أوصلت رسالة واضحة للروس بأن تركيا، لن تنسحب من المنطقة، وأنه لم يعد هناك ما يمكن أن تتخلى عنه، وبالتالي رأينا التدريبات المشتركة بين القوات التركية والروسية التي جرت في الآونة الأخيرة في منطقة الترنبة قرب مدينة سراقب".

وأوضح الرحال، أن معطيات جديدة حصلت في الآونة الأخيرة أرادت تركيا إيصال رسالة لروسيا أيضا أنها قادرة تأمين طريق M-4، حيث بدأت بنشر المحارس وتركيب الكاميرات على جوانب الطريق الدولي.

ولفت المحلل العسكري، إلى وجود ضغوطات ستمارس على هيئة تحرير الشام لأنها الجزء المعرقل والأساسي، حيث أنها تقف وراء التفجيرات الأخيرة التي حصلت على طريق M-4، أثناء مرور الدوريات المشتركة والأرتال التركية.

ورأى رحال أن تركيا عملت على اتجاهين، (الأول) هو الضغط وضبط تحرك هيئة تحرير الشام، وفي المحور الثاني إعطاء التطمينات لروسيا، مشيرا إلى أنه يبقى السؤال هل هو "حل مؤقت أم حل نهائي"، حيث رأى الجميع انقلاب الروس على جميع التوافقات مع الأتراك وذلك في جميع مؤتمرات أستانا، آخرها اتفاق 5 آذار 2020 الذي جرى بين الرئيسين بوتين وأردوغان، وانقلاب الروس على الاتفاق بعد ذلك وسيطرتهم على مناطق واسعة من ضمنها "مورك، وخان شيخون، ومعرة النعمان، وسراقب".

وأشار إلى أنه "لا يعول على جميع اجتماعات أستانا، حيث لا يمكن أن يخرج من خلالها أي شيء داعم للشعب السوري في المناطق المحررة، لأن الوجود الإيراني وجود معرقل، كما تم ضم العراق للمباحثات مؤخرا ومعظمنا يعلم أن إيران داعمة لنظام الأسد".

الدور الإيراني

وقال الرحال، إن "الدور الايراني في المباحثات القادمة هو دور معرقل، حيث لا حلول سياسية لديهم، لأنهم يبحثون عن تصدير الثورة الإيرانية، وهم من قالوا سيطرنا على أربع عواصم عربية، وهم من قالوا أنشأنا 60 لواء في سوريا، وهم من يتموضعون في جميع الجغرافيا السورية، وهم من تغلغلوا في مفاصل الدولة السورية، وهم من يسيطرون على بشار الأسد، وأن قرار الأسد في طهران أكثر مما هو في موسكو، وبالتالي طهران في كل مكان تتواجد فيه تحاول تخريب الاتفاقات وتمييع الأمور"، لافتا أن لا خطوات متقدمة في الحل السياسي الذين يتكلمون عنه ولا في المفاوضات.

وأوضح الرحال أن الإيرانيين قضموا جميع المناطق التي أعطوا تعهدات فيها بما فيها مناطق خفض التصعيد، ولا وجود لوقف إطلاق نار على الأرض، ولا حتى إطلاق سراح المعتقلين، وبالتالي هذه هو الدور الايراني (عرقلة أي حل في سوريا والبناء على الخيار العسكري) الذي لم تتخلَ عنه طهران ولا دمشق في لحظة واحدة.

مصير جولة أستانا القادمة

ويرى العميد الرحال، أن مصير الجولة سيكون الفاشل، حيث جميع الجولات كانت فاشلة، وكل مسار لمؤتمر جنيف واللجنة الدستورية فاشل، لأنه لا يوجد قرار لهم على أرض الواقع، ولا أي ضغوطات لهم تمارس على بشار الاسد، أو المسير في حلٍ إصلاحي، حيث أن الداعم للقضية السوري ضعيف أو لا يريد التدخل وبالتالي نجد أن هناك فرقا شاسعا بين من يدعم الثورة السورية وبين من يدعم نظام الأسد.

أستانا في عيون السكان والنشطاء

يقول الناشط الإعلامي "مصطفى أبو عرب" لبلدي نيوز، إن الهدف من الاجتماع واضح هو تسوية سياسية تتناسب مع رأس النظام "بشار الأسد"، والحفاظ عليه قدر الإمكان، وعدم تعرضه لأي محاسبة، وهذا ما تم التنويه له مسبقا تحت ما يسمى "العدالة التصالحية" في إحاطة المبعوث الأممي "غير بيدرسون"، وللإيجاز أكثر لا يمكن أن يدين القاتل نفسه، وستكون مخرجات الاجتماع بما يتناسب مع روسيا وإيران.

ويضيف "بالنسبة للسوريين في شمال سوريا وكل أحرار سوريا مطلبهم واضح هو أن يتم العمل وفق القرار الصادر عن مجلس الأمن 2254 وأن يكون هناك انتقال سلمي للسلطة".

ويردف قائلا "أمّا حلم السوريين كان وما يزال أن يحاسب رأس النظام وأزلامه من ضباط وغيرهم على المجازر التي ارتكبوها بحقنا طيلة عقد من الزمن".

وتأتي الجولة الخامسة عشر من أستانا بعد فشل محادثات اللجنة الدستورية بجنيف، حيث يؤكد وفد المعارضة على استحالة نجاحها ما لم يتم الضغط على نظام الأسد فيما تتمسك أطراف أستانا باستمراريتها.

مقالات ذات صلة

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

"التعاون الخليجي" يدعم وحدة واستقرار سوريا

أمريكا تطالب لبنان بالقبض على مدير مخابرات النظام السابق جميل الحسن

فلسطينيو سوريا يدعون للكشف عن مصير معتقليهم وضرورة المحاسبة

الاتحاد الأوروبي يعتمد نهجًا جديدًا بعد سقوط النظام في سوريا

وفد من التحالف يناقش مطالب الكرد في القامشلي شرق سوريا

//