من خلال الكتابة.. فرنسية تحارب نسيان جرائم نظام الأسد - It's Over 9000!

من خلال الكتابة.. فرنسية تحارب نسيان جرائم نظام الأسد

بلدي نيوز 

 رسمت جوستين أوجيه من خلاله كتابها السابق "بعض الحماسة" رحلة عبر سوريا وشخصية المحامية وملهمة الثورة السورية رزان زيتونة، المنشور في 2017 صورة للعالم العربي بأفضل وأسوأ ما فيه، أما كتابها الجديد "نوع من المعجزة"، فرسمت فيه صورة لأوروبا، بأفضل وأسوأ ما فيها، من خلال شخصية ياسين الحاج صالح المثقف السوري المنفي في ألمانيا.

وقالت صحيفة "لوموند " الفرنسية، إن جوستين أوجيه المهتمة بحقوق الإنسان، تواصل من خلال هذا الكتاب الجديد محاربة نسيان جرائم بشار الأسد، من خلال بطله، المثقف السوري المعارض الذي مر بسجون نظام الأسد؛ لتنظر من خلال تجربته في المنفى إلى القيم والتنازلات في أوروبا وألمانيا خصوصا.

وياسين الحاج صالح في قصة الكاتبة هو الذي يقيم الصلة بين الاثنين، فهذا المفكر العصامي الشيوعي السابق، أمضى 16 عاما في سجون النظام قبل ثورة 2011، وهو زوج سميرة خليل الناشطة الحقوقية التي اختطفت في الوقت نفسه الذي اختطفت فيه رزان زيتونة ورفيقتان اثنتان، ولم يتم العثور على أي منهن، ولا حتى بعد سيطرة النظام عام 2018 على الغوطة، حيث اختطفن.

وفي مقابلة مع الكاتبة، قالت إنها فكرت في التخلي عن موضوع سوريا؛ لكنها لم تستطع، لأن لديها شعورا بالفضيحة بسبب اللامبالاة التي قوبل بها سحق الثورة السورية، مشيرة إلى أن معرفة حجم الجرائم المرتكبة، تظهر أن النسيان والإفلات من العقاب معناهما أن حالة العالم ليست على ما يرام.

وقالت الكاتبة إن قصة سوريا تهمها من جهة أنها إنسانة وأنها أوروبية؛ لذلك عندما علمت أن ياسين الحاج صالح، المثقف المعارض لنظام بشار الأسد بكل ما يحمله من تاريخ، استقر في مدينة برلين ذات التاريخ المعروف، استيقظ لديها الشعور بالاهتمام والقلق؛ مما دفعها لتحيي ذكراها وتحارب محاولات السحق والنسيان، لأن النسيان من الكلمات الكبيرة في هذا العصر، وهو مضر بالعواقب واللغة؛ لأن الكلمة عندما تقال، ولا يترتب عليها شيء، تفقد اللغة قدرتها على تغيير الواقع.

وأوضحت الكاتبة أنها تنبهت لهذه الحقيقة بفضل رزان زيتونة، التي حضرت الهجمات الكيميائية على الغوطة عام 2013، وهي "خط أحمر" كما حددها الغرب؛ لذلك تقول زيتونة إنها عندما كانت تشارك في دفن الموتى وسط خوف رهيب، كانت تعمل ولديها فكرة أنه سيكون هناك تدخل؛ لأنها لم تكن تصدق أن تلك الكلمات لا تترتب عليها أي عواقب.

ولفتت أن تفرد سوريا يكمن في معرفة العالم غير العادية للجرائم المرتكبة فيها، حيث قام السوريون بعمل لا يصدق في التوثيق؛ لأن النظام هناك سلب منهم الذاكرة لسنوات، وقد أنتج آلاف السوريين نصوصا وصورا وأرشيفات صوتية.

وعلقت الكاتبة قائلة "يبدو لي أنه لا يمكن تخيل أن أحدا يفكر في أي شكل من التطبيع مع الأسد بعد أن غمرت هذه الصور العالم بأسره، وذكرت بصور "قيصر" الذي غادر سوريا مع عشرات الآلاف من الصور، التي تثبت الفظائع التي ارتكبها النظام السوري.

وأشارت الكاتبة إلى أن هذه الصور، رغم ما قد تثيره لدى البعض من التعب والاشمئزاز، هي الأساس الذي تقوم عليه جميع محاولات العدالة في أوروبا على مبدأ الولاية القضائية العالمية، حيث يعمل المئات من السوريين والأوروبيين على ضمان عدم استمرار الإفلات من العقاب، خاصة أن العدالة شيء يجب السعي إليه دائما، وهي لا تتعلق بالماضي فحسب؛ بل تحمل فكرة معينة عن المستقبل.

ونبهت أوجيه إلى أن وجود مئات الآلاف من السوريين، الذين قاموا بالثورة، وأرادوا اختراع طريقة جديدة للحكم اليوم في وسط أوروبا، مثير للاهتمام؛ لأن لدى هؤلاء إيمان بإمكانيات مختلفة، وخيال لم يعد يملكه الأوروبيون.

ورأت الكاتبة مجالا للمقارنة بين ياسين الحاج صالح الشخصية الرئيسة في كتابها، والفيلسوفة الألمانية حنة أرندت، عبر إجراء حوار داخلي يضمن السلوك الأخلاقي، لعرض العمل السياسي بكل نبله.

وأشارت الصحيفة إلى أن كتاب أوجيه الأخير استمرار منطقي وطبيعي للأول، حيث سعت في قصتها الأولى لإحياء شخصية رزان زيتونة، وجه الثورة السورية التي طاردها النظام، واختطفتها أخيرا جماعة متمردة سلفية في منطقة "محررة" اتخذتها ملاذا لها، في حين رأت في قصتها الثانية نوعا من المعجزة، حيث تتحدث عن عواقب سحق هذه الثورة، من نفي الضحايا وإفلات الجلادين من العقاب والبحث عن العدالة واستمرار الثورة خارج الأسوار.

المصدر: الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

صحيفة غربية: تركيا تعرض على امريكا تولي ملف التظيم مقابل التخلي عن "قسد"

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

توغل إسرائيلي جديد في الأراضي السورية

ميليشيا إيرانية تختطف نازحين من شمالي حلب

أردوغان: مستعدون لما بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا