بلدي نيوز
في وقت أشعل رحيل المخرج البارز حاتم علي الحزن في قلوب جميع السوريين على اختلاف توجهاتهم السياسية والفكرية، فإن شخصية وقامة فنية بحجمه لم تحرك نظام الأسد ومن خلفه "نقابة الفنانين" التي تحولت إلى فرع أمن، كما درج وصفها حتى بين أوساط الفنانين.
وعلى النقيض، فإن النظام السوري قدم واجب العزاء برحيل الملحن اللبناني إلياس الرحباني الذي وافته المنية بعد أيام قليلة على رحيل المخرج حاتم علي، حيث وجه رأس النظام السوري بشار الأسد رسالة تعزية إلى أسرة الراحل الرحباني، والذي قضى متأثرا بإصابته بفيروس كورونا.
ورغم أن الراحل حاتم علي لم يتخذ موقفا صريحا من الحراك الشعبي في سوريا، إلا أن تصريحاته كانت تعكس تعاطفا ورفضا لسياسة النظام والحل الأمني الذي واجه به المدنيين في الشوارع.
هذا الموقف كان له أثره على فرز النظام السوري من خلال تقديم شهادات حسن السلوك على مقاس السلطة.
ومع رحيل المخرج علي فإن صفحات ومواقع إعلامية سارت على نهج النظام وتخوين البعض ورفع شأن البعض الآخر إلى حد تفسيرات وتحليلات مثيرة للسخرية حول عدم تقديم النظام العزاء لأسرة الراحل الكبير علي.
وبحسب شبكة أخبار اللاذقية المحسوبة على النظام السوري، فإن تفسير تقديم العزاء لأسرة الرحباني من قبل النظام، وعدم الإشارة إلى الراحل الكبير حاتم علي فهو بحسب وجهة نظرها بأن علي غادر سوريا مبكرا ورفض العودة إليها، إلى جانب علاقة الراحل حاتم علي بمن وصفتهم بالخونة مثل الفنان السوري المعارض جمال سليمان.
وراحت الصفحة بعيدا إلى حد اتهام الراحل علي بأنه من المحرضين على سوريا من بين الفنانين السوريين في الخارج.
ورغم ذلك، فإن المعلقين رفضوا ما نشرته الشبكة، حيث كانت معظم التعليقات تستنكر التصرف الذي قام به النظام السوري ونقابة الفنانين الموالية للنظام.
يذكر أن نقيب الفنانين السوريين التابعة للنظام زهير رمضان، فصل الراحل حاتم علي من النقابة، بحجة عدم تسديده الاشتراكات المالية لعضويته، شأنه شأن العشرات من الفنانين السوريين الذين غادروا البلاد وسط ظروف الحرب.
