بلدي نيوز - (أشرف سليمان)
تلقى نظام الأسد وروسيا صفعة قوية بعد اختتام مؤتمر اللاجئين الذي عقد على مدار يومين الأربعاء والخميس الماضيين في دمشق، وجاءت ردود الفعل قاسية ومباشرة وخاصة من الدول الأوربية المعنية بقضية اللاجئين وكذلك من الولايات المتحدة وغيرها.
ووصفت وزارة الخارجية الأمريكية، مؤتمر اللاجئين الذي استضافه نظام الأسد وروسيا في العاصمة السورية دمشق، يومي 11 و12 نوفمبر / تشرين الثاني بـ"المسرحية".
وقالت السفارة الأمريكية في تغريدة لها على حسابها الرسمي قي موقع "تويتر"، اليوم السبت، "إن المؤتمر لم يكن ذات مصداقية لتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين الطوعية والآمنة إلى سوريا".
وأوضحت أن المؤتمر يُظهر عدم وجود دعم له خارج المجموعة الضيقة من حلفاء النظام السوري، مشددة على ضرورة أن يتعرف العالم على الأعمال المثيرة مثل هذه على حقيقتها، قائلة "مجرد عروض مسرحية".
وأشارت إلى أن نظام الأسد يسعى وبدعم روسي، إلى استخدام ملايين اللاجئين المستضعفين كبيادق سياسية في محاولة للادعاء زورا أن الصراع السوري قد انتهى.
بدوره أصدر الاتحاد الأوربي وهو الذي يستقبل أكثر مليون لاجئ سوري بيان مساء أمس الجمعة، واصفا المؤتمر بأنه مؤتمر مضلل وسابق لأوانه حول عودة اللاجئين .
وأضاف البيان، "تُظهر عمليات العودة المحدودة حتى الآن العديد من العقبات والتهديدات التي يواجهها السوريون العائدون، من التجنيد الإجباري والاعتقال إلى الاختفاء والتعذيب".
وأردف البيان أن الأولوية في الوقت الحالي هي العمل الحقيقي لتهيئة الظروف لعودة آمنة وطوعية وكريمة ومستدامة، بما يتماشى مع القانون الدولي ومعايير الأمم المتحدة، مع تمتع المفوضية بحق الوصول الكامل إلى جميع أنحاء سوريا.
الموقف الألماني
وأعلن المركز الألماني للإعلام التابع لوزارة الخارجية، أنه حدد مجموعة معايير يجب أن تكون حقيقية وواقعية في سوريا حتى تصبح عودة اللاجئين ممكنة إلى بلادهم.
وأشار المركز إلى أن المعيار الأول يجب أن تكون الأعمال العدائية قد انخفضت بشكل كبير ودائم"، والثاني يجب وجود اتفاق رسمي بين سوريا والدول المضيفة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لاستقبال العائدين".
وأضاف أن المعيار الثالث، أن تكون "الضمانات الأمنية للعائدين حقيقية ويمكن التحقق منها"، والرابع "أن يكون اللاجئون والمشردون داخلياً قادرين على اتخاذ قرارات بناء على معلومات تتاح لهم، وطوعية دون أي إكراه".
ويجب منح عفو فعلي دون استثناءات واسعة النطاق للعائدين بمن فيهم أولئك الذين لم يكملوا الخدمة العسكرية أو يُعتقد أنهم دعموا المعارضة كمعيار خامس.
بينما أكد السادس على ضرورة أن يكون العائدون قادرين على المطالبة بحقوقهم في السكن والأرض والممتلكات واسترداد الممتلكات والحصول على التعويضات وفقًا للقانون الدولي.
وحث المعيار السابع على ضرورة احترام المسؤولية الإشرافية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن عودة اللاجئين السوريين.
ونص المعيار الأخير على حرية الوصول دون عوائق إلى العائدين في جميع أنحاء سوريا لمراقبة الاستقبال وإعادة الإدماج.
وفي سياق آخر، هاجمت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية "ماريا زاخاروفا" الولايات المتحدة وحلفائها بسبب مقاطعة مؤتمر عودة اللاجئين في دمشق.
وقالت زاخاروفا بمؤتمر صحفي أمس، "الولايات المتحدة وحلفاؤها المقربون الذين دعوا بإصرار إلى مقاطعة المؤتمر، أظهروا مرة أخرى ازدواجية المعايير فيما يتعلق بسوريا".
وزعمت قائلة: "لأن الحاجة إلى عودة لاجئي سوريا منصوص عليها بشكل مباشر في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وهو القرار الرئيسي للجهود الدولية لتعزيز تسوية شاملة للأزمة السورية".
واختتم، يوم الخميس في قصر الأمويين بدمشق المؤتمر الدولي حول عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وحظي المؤتمر بالكثير من السخرية في الأوساط السورية التي اعتبرته مجرد دعاية فارغة للنظام، بهدف الحصول على دعم غربي لإعادة الإعمار وإعادة تعويمه سياسيا عن طريق ورقة اللاجئين، وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت هاشتاغ "العودة تبدأ برحيل الأسد" للتعبير عن رفضهم العودة في ظل بقاء بشار الأسد في الحكم.