بلدي نيوز
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن تقريرا جديدا كشف كيف ظل النظام السوري يتحايل على اتفاق تفكيك ترسانته الكيميائية، عن طريق إخفاء الأسلحة تارة والقضاء على الموظفين "المشبوهين" والاستيراد السري لعقاقير الأعصاب تارة أخرى.
وفي تقرير مشترك بين بنيامين بارت وستيفاني موباس، أشارت الصحيفة إلى بدء تمزق حجاب الغموض الذي كان يخفي برنامج الأسلحة الكيميائية للنظام السوري، والذي سمح له بالإفلات من التزاماته تجاه المجتمع الدولي.
وأوضح كاتبا التقرير أن منظمتين غير حكوميتين، في طليعة الكفاح ضد الإفلات من العقاب في الصراع السوري، وهما مبادرة عدالة المجتمع المفتوح والأرشيف السوري، قدمتا أمس الاثنين، تقريرا إلى عدة هيئات تحقيق وطنية ودولية، يظهر بعمق ودقة كيفية عمل هذا البرنامج الذي تسبب في مقتل مئات المدنيين منذ عام 2011.
وتكشف هذه الوثيقة المكونة من 90 صفحة، والتي حصلت كل من لوموند وواشنطن بوست وفايننشال تايمز وزود دويتشه تسايتونغ، على نسخة حصرية منها، كيف تلاعب النظام في دمشق بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي كان يعتقد أنها قامت بتفكيك الترسانة الكيميائية السورية.
ويستند التقرير إلى تحليل المصادر المفتوحة، واستخدام البيانات المستمدة من سجلات الأمم المتحدة، وشهادات حوالي 50 مسؤولا سوريا ممن انشقوا السنوات الأخيرة عن النظام في دمشق، بعد أن كانوا يعملون في مركز الدراسات والبحوث العلمية، وهو الوكالة الحكومية المسؤولة عن تطوير الأسلحة السورية التقليدية وغير التقليدية.
وقد أوضحت هذه المصادر بنية هذا المجمع الصناعي العسكري التي لم تكن معروفة من قبل، والحيل التي لجأ إليها النظام السوري لتضليل محققي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية للحفاظ على القدرة الهجومية بالمجال الكيميائي.
وقد اعتمدت هذه الحيل، حسب لوموند، على نقل جزء من مخزون الأسلحة والمواد الفتاكة إلى قواعد الحرس الجمهوري، وعلى المطاردة والسجن والتخلص في بعض الحالات من الموظفين المشتبه فيهم، وعلى إنشاء قناة سرية لاستيراد المنتجات التي تدخل في تكوين غاز الأعصاب مثل السارين.
وذكرت الصحيفة بأن غاز الأعصاب هو الذي استُخدم عام 2013 في الغوطة، وأدى لمقتل 1200 من سكانها اختناقا، مما أثار غضب المجتمع الدولي، وتجاوز "الخط الأحمر" الذي رسمه الرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما.
نبهت الصحيفة -استنادا إلى أحد المنشقين- إلى أن النظام السوري نفسه يقوم في بعض الأحيان بتدمير منشآته الحساسة، كما حدث عام 2012، أثناء نقل معهد 4000، عندما أسقط طيران دمشق قنبلتين بوزن طن على مبنى بالقرب من حلب، خشية أن يستولي الثوار على صواريخ كورنيت المضادة للدبابات التي كانت فيه.