بلدي نيوز – دمشق (حسام محمد)
تتجلى دورياً ما آلت إليه البلاد على كافة الأصعدة والمجالات جراء ما فعله نظام الأسد وما يزال منذ ست سنوات، فالمدن أصحبت هباءً منثورا، والشعب أصبح يركب بحر الموت للهروب من الموت الذي تفنن الأسد في توزيعه بين السوريين المناهضين لنظام حكمه.
وآخر المآسي التي ما زال السوريون يتلقون نتائجها على يد النظام تكمن في الجانب المرضي، وخاصة الأمراض النفسية التي باتت تفتك بالسوريين القاطنين في مناطق سيطرة الأسد، وخاصة في العاصمة دمشق، حيث أكدت مصادر النظام ذاتها بأن عدد المرضى النفسيين من مجمل الحالات المرضية بدمشق فاقت نسبتهم حدود الـ40%.
وباعتراف رسمي من قبل مسؤولي النظام، فقد نقلت صحيفة "الوطن الموالية" على لسان نقيب صيادلة سورية محمود الحسن قوله، إن "نسبة الأشخاص الذين يتعالجون بالأدوية النفسية ارتفعت خلال الفترة الماضية لتصل إلى 40 بالمئة عما كانت عليه"، في وقت كشف رئيس شعبة الأمراض النفسية بمشفى المواساة يوسف لطيفة، أن عدد المراجعين لعيادته يومياً بلغ نحو 10 مرضى مصابين بمختلف أنواع الأمراض النفسية.
وقال لطيفة بحسب الصحيفة الموالية، إنه لا يمكن تحديد إحصائيات دقيقة في الوقت الراهن، إلا أن نسبة المصابين ارتفعت عما قبل الأزمة، موضحاً أن لكل نوع من الأمراض النفسية إحصائية معينة، ضارباً مثلاً أن نسبة المكتئبين قبل الأزمة 7 بالمئة، والتي تجاوزت اليوم حدودا غير مسبوقة.
المصدر الموالي اعتبر ما يجري هو "الحوادث الطبيعية" وخاصة انتشار المرض النفسي، والسقف الكبير الذي وصلوا إليه، مشيراً إلى أنه نتاج طبيعي لما تشهده البلاد، دون أن يأتي على ذكر أن الأسد هو المسبب والفاعل الرئيسي لكل حالة مرضية أصابت أي سوري، بسبب تمسكه بالحكم وتفضيل تدمير البلاد على الرحيل.
بدوره، أكد نقيب الصيادلة في حكومة الأسد "محمود الحسن"، أن هناك استهلاكاً كبيراً للأدوية النفسية التي تصرف بشكل نظامي عبر أطباء مختصين نتيجة ارتفاع نسبة الذين يتعالجون بها، مشيراً إلى أن سورية كانت تصنف من الدول القليلة جداً التي يستهلك مواطنوها أدوية نفسية.