بلدي نيوز – حلب (مأمون السيد)
تعرضت مدينة منبج الواقعة في ريف حلب الشرقي إلى قصف جوي من طيران التحالف الدولي والطيران الروسي وطيران النظام في اليومين الماضيين، أدى إلى استشهاد عدة مدنيين، في الوقت الذي يستنفر فيه عناصر تنظيم "الدولة" بمحيط المدينة مانعين المدنيين من مغادرتها إلا في حال توفر إذن سفر.
واستهدف طيران التحالف الدولي، اليوم الثلاثاء، مدينة منبج بعدة غارات جوية أدت إلى تدمير مدرسة الغسانية بشكل كامل، بينما جرح مدنيون في حي الحمدانية جراء استهدافه بغارة جوية، إضافة لقصف بصاروخين على طريق الجزيرة لم ينفجرا.
وتداول أهالي مدينتي منبج وجرابلس بريف حلب الشرقي عبر مواقع التواصل الاجتماعي صوراً توضح إلقاء طيران التحالف منشورات على الأهالي عبارة عن "إذن سفر" شبيه بالذي يصدره التنظيم، داعياً أهالي المدينة من خلاله إلى مغادرة المنطقة.
وتقترب المعارك من مدينة منبج سيما بعد عودة جبهات ريفها الجنوبي قرب سد الشهداء للاشتعال مرة أخرى، وسط قصف جوي مكثف من طيران التحالف تمهيداً لتقدم ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية".
وكان التنظيم منع الأهالي من مغادرة المناطق الخاضعة لسيطرته منذ نحو سنة، حيث فرض عليهم أن يتقدموا إلى الدوائر التابعة للتنظيم من أجل الحصول على إذن سفر يسمح لهم بموجبه السفر إلى خارج مناطق سيطرة التنظيم، لكن في الآونة الأخيرة أصبح التنظيم لا يعطي إذن السفر إلا لحالات نادرة، ما أدى إلى جعل المنطقة كسجن كبير للمدنيين لا يمكنهم مغادرته إلا عن طريق التهريب عبر القرى.
ويرى مراقبون أن الهدف من إلقاء أذونات السفر على مدينتي منبج وجرابلس هو تهجير المدنيين باتجاه مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي ومنها إلى تركيا بهدف الضغط عليها، والتمهيد لميليشيات قوات سوريا الديمقراطية التي تسعى السيطرة على المناطق الواقعة غربي نهر الفرات لوصل مدينتي عين العرب بعفرين عبر جرابلس واعزاز.
وكانت أعلنت المحكمة الشرعية بمدينة إعزاز، شمالي حلب، قبل يومين، وقف استقبال النازحين القادمين من قرى وبلدات ريف حلب الشمالي، بسبب هجوم تنظيم الدولة على مدينة مارع، وعدم قدرة مدينة إعزاز على استيعاب المزيد من النازحين، والخوف من وجود "خلايا نائمة" بين النازحين تابعة لتنظيم "الدولة".
وأوضحت المحكمة أن قرارها جاء نتيجة "لاكتظاظ الريف الشمالي المحرر بالنازحين، وعدم القدرة على استيعاب النازحين من المناطق الشرقية المجاورة، وخوفاً من عمليات التهجير الممنهج والقسري التي تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية لصالح التقسيم وبناء الدولة الكردية المزعومة بالمسرحيات الهزلية التي تجري على يد داعش وحزب "بي كي كي" في إشارة إلى وحدات حماية الشعب والفصائل المتحالفة معها".