بلدي نيوز- اللاذقية (أبو عمار اللاذقاني)
بدأت قوات النظام منذ 5 أيام حملة اعتقالات شرسة وعامة، فقد انتشرت عشرات الحواجز الطيارة، على مفترقات الطرق وفي المناطق الرئيسية بهدف اعتقال الشبان الذين هم في سن الخدمة الإلزامية وإلحاقهم في صفوف قوات النظام.
فقد وصل عدد الشبان المعتقلين يومياً على الحواجز إلى 100 شاب ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و 41، ولم تستثنِ الحملة الشبان الساعين إلى تأمين احتياجات أهلهم، ولا الذين في المقاهي أو مراكز الإنترنت.
أبو محمد أحد سكان المدينة قال لبلدي نيوز: "إن قوات النظام مستنفرة بشكل كبير ومخيف فهي في تجوال دائم باحثة عن الشبان الذين في عمر الخدمة الإلزامية".
وأوضح أبو محمد: "يتم اقتياد الشبان بباصات كبيرة وسيارات إلى شعب التجنيد وبعدها يتم الفرز بحسب الحاجة، حيث يتم الزج بهم في المعارك مباشرة"، ما جعل المدينة أشبه بسجن كبير بحسب ما أوضح أبو محمد.
ويضطر الآباء إلى دفع رشاوى للضباط في شعبة التجنيد للإفراج عن أولادهم، حيث قطع أغلب السكان رحلة نزوح طويلة فارين من المعارك ومن الموت.
أبو وحيد أحد الواصلين حديثاً إلى المدينة، قال لبلدي نيوز: "لقد اضطررت إلى تهريب أولادي إلى خارج سورية خوفاً من اقتيادهم إلى التجنيد الإجباري".
وكشف أبو وحيد أنه خلال فترة إقامته في مدينة اللاذقية لاحظ بأن كل يوم يشيع ما يقارب 20 مجنداً ممن كانوا على الجبهات، والخاسر الأكبر حسب قوله "الوطن الذي يخسر كل يوم المزيد من أبنائه".
وتعتبر مدينة اللاذقية و جبلة والحفة من أكبر المدن السورية التي خسرت شبابها الذين اضطروا للهجرة خارج سورية، أو التشرد داخلها هاربين من مكان إلى آخر، إضافة لآلافٍ قتلوا على جبهات الحرب.
وصل عدد شباب مدينة اللاذقية المهاجرين خارج سورية إلى 30 ألف شاب، بينما تشير الإحصائيات إلى مقتل 25 ألف شاب من اللاذقية وريفها خلال المعارك، بينما وصلت نسبة الإناث في المدينة وريفها إلى 75%.