بلدي نيوز
أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية "سي.أس.آي.أس" تقريره السنوي المتعلق ببرنامج "مشروع التهديدات الدولية"، والذي جاء تحت عنوان "حرب موسكو في سوريا".
وتضمن التقرير تحليلا لمسار التدخل الروسي في سوريا منذ عام 2015، أكد فيه أن الرئيس فلاديمير بوتين حقق أهدافه السياسية والعسكرية "القصيرة الأمد فقط" في دمشق، وذلك من خلال "تفادي سقوط نظام الأسد" وإفشال محاولة الولايات المتحدة إطاحته.
وأورد التقرير بأن موسكو "تعلمت دروسا عدّة" من خلال تورطها في الحرب السورية، وأبرزها الإبقاء على تواجد عسكري "خفيف" على الأرض، وهو تطوّر لافت في تاريخ الاستراتيجيات العسكرية الروسية.
ونقل التقرير الذي أعدته مجموعة من الخبراء وحرره الباحث في شؤون الشرق الأوسط سيث جونز، أن أهداف موسكو النهائية في سوريا غير واضحة وأن المسار التكتيكي الذي سلكته يظهر عدم رغبتها في دفع الأثمان.
ولتحقيق ذلك، اعتمدت موسكو في معاركها الميدانية على عنصر "المتعاقدين العسكريين المدنيين" مثل "مجموعة ڤاغنر" الروسية الخاصة، وميليشيات مسلحة تابعة لـ "نمور القوات السورية" و"حزب الله" اللبناني وميليشيات من العراق وباكستان وأفغانستان ودولٍ أخرى، وهذه كلها شكلت استراتيجية حالت دون تكبّد القوات الروسية خسائر بشرية فادحة.
وفي هذا الإطار، قال الخبير، براين كاتز، المحلل العسكري السابق في وكالة الاستخبارات المركزية "سي.آي.آيه"، إن موسكو نجحت في إنقاذ عديدها البشري، إلا أنها فشلت في تهدئة الحرب وفي جعل مكاسب الأسد الحربية غير قابلة للتبدّل في المستقبل القريب.
وأضاف كاتز في دردشة على موقع مركز "سي.أس.آي.أس"، أن مستقبل الحملة العسكرية الروسية وخصوصا في ما يتعلق بمنطقة إدلب دخلت مرحلة "التوقف التكتيكي"، نظرا إلى العوائق التي تعترضها.
وعن مشكلات موسكو السياسية في سوريا، رأت الباحثة شانون كولبرتسون، التي عملت سابقا في مجلس الأمن القومي الأميركي، أن أجندة بوتين تختلف بكثير عمّا يرغب فيه الأسد، وما يُحكى عن استعادة كل شبر من الأراضي السورية هو أمرٌ بلا أهمية بالنسبة للسياسة الروسية.
وأضافت كولبرتسون أن بقاء الأسد أو عدمه غير ضروري لتحقيق موسكو أهدافها داخل سوريا وفي المنطقة، فالكرملين - والكلام لها - يملك صداقات ومصالح مع إسرائيل ومع تركيا، على الرغم من أن العلاقة مع الأخيرة غير جيّدة.
وعن مستقبل الاستراتيجية العسكرية لموسكو، اعتبر الكولونيل جايسون غريش، الذي كان مسؤولا عن خلية لخفض التوتر بين قوات التحالف الدولي والقوات الروسية داخل سوريا، أن الجيش الروسي غيّر مقارباته الميدانية وبات يعوّل على عمليات المراقبة والرصد وجمع المعلومات بدلا من التورط المباشر.
المصدر: الحرة