للمرة الأولى وسائل إعلام روسية تشن هجوما على بشار الأسد: فاسد ولن ينتخبه السوريون - It's Over 9000!

للمرة الأولى وسائل إعلام روسية تشن هجوما على بشار الأسد: فاسد ولن ينتخبه السوريون

بلدي نيوز 

شنت "وكالة الأنباء الفيدرالية" الروسية، هجوما لاذعا على رأس النظام بشار الأسد، من خلال سلسلة تقارير اتهمته فيها بـ"الضعف" و"الفساد"، يأتي ذلك بالتزامن مع سربت صحيفة روسية خبرا عن شراء بشار الأسد لوحة فنية بقيمة 30 مليون دولار في الوقت الذي يعيش فيه الشعب فقرا مدقعا. 

وتتبع الوكالة التي وجهت سهامها نحو الأسد لـ"طباخ بوتين" الملياردير يفعيني بريغوجين، الذي يمول مجموعة "فاغنر" للمرتزقة الروس الذين يقاتلون في سوريا إلى جانب قوات الأسد منذ سنوات.

وفي التقرير الأول للوكالة والذي حمل توقيع ميخائيل تسيبلاييف، وترجمه موقع "المدن"، وصف الوضع الاقتصادي في سوريا حاليا بالسلبي للغاية، وأشار إلى أن "عدم توفر الظروف للشراكة بين روسيا وسوريا إلى ارتفاع مستوى الفساد في المستويات السياسية العليا".

أخبار كاذبة!

وتحت عنوان: "كيف تؤثر الحكومة السورية على مشاكل البلاد؟" كذّب التقرير ادعاءات وزارة النفط والثروة المعدنية السورية في 12 نيسان/أبريل أن عدداً من آبار الغاز في حقلي حيان والشاعر توقفت عن العمل بسبب الوضع الأمني في منطقة البادية، لتبرير زيادة ساعات انقطاع التيار الكهربائي.

وذكر التقرير أن حكومة النظام عمدت إلى نشر "أخبار كاذبة وشائعات حول سيطرة إرهابيين على مدينة السخنة، الواقعة بالقرب من حقول الغاز، وتم تكذيب الشائعات من قبل مصادر في سوريا"، لتبرير التقنين.

وبحسب التقرير، فإن المراسل الحربي الروسي أوليغ بلوخين دحض الأخبار المتعلقة بسيطرة "الإرهابيين" على السخنة في قناته على "تلغرام"، وخلص إلى أنه "لسبب ما قررت الحكومة السورية استخدام الأخبار المزيفة من أجل تبرير زيادة ساعات انقطاع الكهرباء."

وعزا التقرير ما يحدث في سوريا إلى "مخططات الفساد في الحكومة"، وذهب إلى أن "بشار الأسد يسيطر على الوضع بشكل ضعيف على الأرض، والسلطة في سوريا تابعة بالكامل لجهاز بيروقراطي". واتهم رئيس الوزراء في حكومة النظام عماد خميس بـ "تجميع أموال من تصدير كميات من الكهرباء إلى لبنان منذ 2019 بعد زيادة الإنتاج في حقول حمص من الغاز، بعد المساعدة الروسية".

وذكر التقرير أنه "في عام 2019، أعادت حكومة خميس التفاوض بشأن عقد تزويد لبنان بالكهرباء، كان موقعاً منذ 2013، ومحطات الطاقة التي تستهلك الغاز من الحقول المحررة تعيد توجيه الكهرباء إلى بيروت، منتقداً ضياع ملايين الدولارات، "التي كان يمكن أن تكون ذات فائدة كبيرة على الاقتصاد السوري"، لكنها "تذهب إلى جيوب المسؤولين السوريين الذين يحصلون على نسبتهم. ونتيجة لذلك، يضطر المستهلكون في سوريا نفسها إلى الجلوس من دون كهرباء، بينما تتلقى الحكومة الملايين من تجارة الكهرباء".

واستشهد التقرير بتصريحات حصرية من نائب رئيس وزراء النظام سابقاً ورئيس ما تسمى "منصة موسكو للمعارضة" قدري جميل التي قال إن "مستوى الفساد كبير للغاية، فهو يعيق بالفعل تنمية البلاد، ويعيق تحسين مستويات المعيشة للناس". ونقل عن جميل قوله إنه "قبل الأزمة، كانت نسبة الفساد مقارنة بالدخل القومي للناتج المحلي الإجمالي، تصل إلى نحو 30 في المئة"، وإن أعداد أصحاب المليارات في سوريا ارتفع من اثنين أو ثلاثة قبل 2011 إلى عشرات حالياً، وخلص إلى وجود مشكلة كبيرة لأن "الناس فقراء، ومستوى المعيشة يتدهور بشكل كارثي".

وفي تركيز للهجوم على خميس، قال التقرير إنه "نتيجة أنشطة حكومة عماد خميس، لا يمكن للشركات الروسية أن تعمل في سوريا بسبب المشاكل الهائلة في اقتصاد البلاد والفساد التام في القطاع العام. وبدورها، تزداد الحكومة ثراء وتنقل الأموال إلى الغرب، على الرغم من أن الولايات المتحدة والدول الأخرى تواصل عدوانها على سوريا اقتصادياً من خلال نظام العقوبات".

وخلص التقرير الأول إلى أن "السكان المحليين غير راضين عن إجراءات حكومة خميس وارتفاع مستوى الفساد، وعلى هذه الخلفية، يفقد بشار الأسد شعبيته بين النخب المالية، ويبدو زعيماً ضعيفاً، غير قادر على كبح الفساد وتهيئة مناخ اقتصادي داخل سوريا".

إزاحة الأسد

وفي هجوم على رأس النظام، نشرت الوكالة الروسية التقرير الثاني وهو عبارة عن استطلاع للرأي بين السوريين أظهر أن "شعبية بشار الأسد تتراجع على خلفية الفساد والمشاكل الاقتصادية في البلاد".

وقالت إن استطلاع "صندوق حماية القيم الوطنية" كشف أن 32 في المئة فقط من سكان سوريا أعربوا عن استعدادهم لدعم بشار الأسد في انتخابات 2021. وأوضح رئيس الصندوق، ألكسندر مالكيفيتش أن "الانخفاض الملموس في تراجع نسبة التأييد لبشار الأسد مرتبط بتجذر الفساد والمحسوبية في مستويات السلطة العُليا والدائرة  المقربة من الرئيس. وأسفر ذلك عن مستوى معيشة منخفض للغاية، مع رصد البطالة وانقطاع التيار الكهربائي ونقص السلع الغذائية"، مشيرا إلى أنه "ليس لدى الحكومة الحالية إجابات فعالة لمتطلبات المواطنين".

وذكرت الوكالة أنه "يسود إحساس بالتشاؤم في سوريا. وبحسب صندوق حماية القيم الوطنية، الذي قال إن الاستطلاع شمل أكثر من 1400 سوري عبر الهاتف في 12 نيسان/أبريل، فإن الناس ينتظرون إصلاحات وسياسيين أقوياء جدداً في السلطة قادرين على تجاوز الأزمة". وخلص إلى أن "القيادة الحالية لم تلبّ هذه التطلعات حتى الآن" و"من الواضح أن الحاجة إلى إصلاحات اقتصادية، ومحاربة الفساد، وخلق مناخ مواتٍ للأعمال، أمور غير مُتاحة في الظرف الراهن".

الفساد أسوأ من الإرهاب

وفي التقرير الثالث، وتحت عنوان "الفساد أسوأ من الإرهاب: ما يعوق الأعمال الروسية في سوريا"، كشفت الوكالة أن النظام لم "يهيئ جميع الشروط اللازمة للأعمال الروسية" رغم الدعم الروسي المتواصل له.

ونقل تقرير وكالة الأنباء الفيدرالية عن المحلل السياسي إيفان أركاتوف، قوله إن "حال الأعمال الروسية في سوريا لا يزال دون المستوى المطلوب... ويضع المسؤولون المحليون مجموعة متنوعة من القيود والعقبات"، متهما المسؤولين السوريين بتلفيق حجج لعدم تطوير الأعمال الروسية رغم توفير الظروف بعد وقف إطلاق النار في إدلب، والقضاء على تنظيم الدولة.

ونقلت الوكالة عن الخبير الروسي، قوله إن "الفساد في سوريا، وخاصة على المستوى الحكومي، هو أحد أكبر المشاكل بالنسبة لروسيا.. نحن نستثمر مبالغ كبيرة من المال في الاقتصاد السوري، لكننا لا نشهد نتائج.. يبدو أن كل الاستثمارات التي توظفها روسيا في سوريا تذهب إلى جيب شخص آخر".

وأشار التقرير إلى أن "سوريا بلد غير متجانس. وهناك عشائر من العائلات في السلطة، وعشيرة الأسد ليست الوحيدة في السلطة. وهناك عشيرة مخلوف وهي أسرة غنية ومؤثرة كثيراً ما يؤخذ رأيها في الاعتبار عند إعداد القرارات السياسية والاقتصادية في دمشق".

وخلص إيفان أركاتوف إلى أن الأسد غير قادر على التعامل مع الأوضاع، وأنه "يفتقر إلى الإرادة السياسية والتصميم على مواجهة النظام العشائري القائم. والنتيجة واضحة: يتعين على روسيا أن تعيد النظام إلى الاقتصاد السوري، غير الصالح بسبب الفساد". وأشار إلى أنه "إذا كان الفساد أسوأ من الإرهاب حسب أقوال الأسد"، يجب "على روسيا أن تهزم الفساد في سوريا بالطريقة التي هزمت بها الإرهاب".

لوحة بـ30 مليون دولار!

وفي سياق الهجوم على رأس النظام بشار الأسد، كشفت صحيفة روسية مستقلة، عن شراء رأس النظام بشار الأسد لوحة فنية معاصرة باهظة الثمن في مزاد علني في مدينة لندن، في الوقت الذي يحصل فيه المواطن السوري على رغيف الخبز عبر البطاقة الذكية. 

وتعود اللوحة للرسام البريطاني الشهير "ديفيد هوكني" وبيعت اللوحة بمبلغ ٢٣ مليون باوند إنجليزي، أي ما يقارب ٣٠ مليون دولار، عن طريق وسيط لم يعلن اسمه في مزاد شركة "ساوثبي" لأحد القصور الفاخرة التي تعود لزوجته أسماء، ولم تشر الصحيفة لتاريخ شراء اللوحة. 

وتحمل اللوحة اسم  "دفقة"، وتظهر فيها بركة سباحة أمام منزل ريفي، ورذاذ الماء يتصاعد ليعطي انطباعا بأن أحدهم قد قفز لتوه في البركة.

وتساءل كاتب الخبر "من أي مادة مصنوع هذا الشخص المجرم القاتل الذي لا أخلاق لديه، هو وعائلته تسلطوا على الشعب السوري منذ 50 سنة، وما زال العالم يصمت على جرائمه أو حتى هناك من يدعمه في تنفيذها".

بدورها، نقلت وكالة الأنباء "روسبالت" الروسية المستقلة، أن هذا العمل يؤكد الفساد المستشري في السلطة السورية عامة وعائلة الأسد خاصة، وتحدثت الوكالة عن أن رامي مخلوف ابن خال بشار الأسد هيمن في عهده على الاقتصاد السوري، مع معلومات أن مخلوف يعمل لصالح بشار وعائلة الأسد.

وأشارت الوكالة إلى أن عائلتي مخلوف والأسد نقلوا المليارات من أموالهم إلى خارج سوريا وخاصة إلى روسيا، واشتروا شققا فاخرة بملايين الدولارات.

وقالت الوكالة "تعيش عائلة الأسد وأقربائه يعيشون في رفاهية فاجرة، بينما الشعب السوري يعاني من الحاجة لأبسط مقومات الحياة، وأن عائلة الأسد خلقت الفوضى وأشعلت الحرب في سوريا بحجة محاربة "داعش"، ولكن الأخيرة انتهت ولم يحصل أمان ولا استقرار في البلد".

وتعاني المناطق الواقعة تحت سيطرة النظام من غياب شبه تام في تقديم الخدمات اللازمة والضرورية للعيش اليومي للمواطن، كما يعاني المدنيون من صعوبات في الحصول على مادة الخبز والغاز المنزلي، بالتزامن مع انهيار الليرة السورية أمام الدولار حيث وصل سعر الصرف أمام الدولار الواحد إلى 1300 ل.س، وعدم كفاية الراتب الشهري للموظف للعيش سوى لبضعة أيام، وتوقف كافة العمال –المياومين- عن أعمالهم بسبب الإجراءات التي فرضتها حكومة النظام لمنع تفشي كورونا.  

ورغم أن الحملات الروسية على نظام الأسد ليست جديدة، لكن يرى محللون أن هذه المرة تعتبر الأقسى وحملت نفسا تحريضيا واضحا ضد النظام، ربما يكون وقفها منوطا بتسليم الاقتصاد السوري لشركات "طباخ الكرملين"، وإلا فإن الحرب على النظام ستتواصل.

المصدر: المدن + بلدي نيوز

مقالات ذات صلة

شركة“روساتوم آر دي إس” (Rusatom RDS) الروسية ستبدأ توريد معدات غسيل الكلى إلى سوريا

"التحقيق الدولية": سوريا مسرح لحروب متداخلة بالوكالة

الإعلام العبري يكشف هوي منفذالغارات على دير الزور

ما الأسباب.. شركات دولية ترفض التعامل مع معامل الأدوية السورية

الشرق الأوسط: إعادة اللاجئين السوريين يجمع ما فرقته السياسة في لبنان

رأس النظام يتسلّم دعوة للمشاركة بالقمة العربية في البحرين