بلدي نيوز- حلب (ملهم العسلي)
لجأت بعض العوائل النازحة من المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام وروسيا جنوب إدلب، إلى أبنية هي عبارة عن جدران عارية غير مجهزة ولا تصلح للعيش في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، جراء الأزمة الخانقة لجهة تأمين المنازل في ظل أزمة السكن وعدم وجود مخيمات تتسع للفارين من جحيم القصف.
مراسل بلدي نيوز رصد أحوال ومعاناة العوائل النازحة التي اتخذت من بعض الحوانيت غير المكتملة سكنا لها في مدينة عفرين، فهي للنوم والطبخ والاستحمام لجميع أفراد العائلة، بلا تدفئة أوأبوب أو نوافذ ترد عنهم برد الشتاء والانكشاف على المارة.
"أبو محمد" النازح من مدينة معرة النعمان قال لبلدي نيوز، إن القصف الجوي وتقدم النظام وروسيا أجبرهم على النزوح من مدينتهم لأول مرة في حياتهم، لافتاً إلى أنه حضر عدة حروب في سوريا ولم يترك منزله، إلا أن نظام الأسد لا يفرق بين كبير وصغير، معارض أو مؤيد ويقتل كل من يجده أمامه.
وعن الظروف التي يعيشونها جراء نزوحهم، قال أبو محمد: "غادرنا في منتصف الليل ولم نصطحب شيئ، أهل الخير اصطحبونا معهم بسياراتهم ومدينة عفرين حططنا رحالنا، قضينا يومنا الأول تحت الشجر قبل أن يخبرني جارنا سابقا بالمعرة عن دكانة فارغة جانبه لنسكن بها".
وأشار أبو محمد إلى أن السكن في "الدكانة" أفضل من النوم تحت الشجر في ظل الشتاء، إلا أنها غير مجهزة ولا تصلح للسكن.
أما "أم أحمد" وهي مهجرة أيضاً من مدينة معرة النعمان وتسكن في نفس المكان، قالت إنها تعاني من أمراض متعددة أصيبت بها بعد سكنها داخل الدكان بسبب البرد وظروف العيش غير الصحية بحسب تشخيص الأطباء لحالتها.
ولفتت إلى أنها تركت منزلها في مدينة معرة النعمان بعد أن دمرته طائرات النظام وروسيا، ولم تجد مكان يأويها إلا الدكان الذي تقيم فيه مع عائلة ابنتها المؤلفة من 6 أفراد، وناشدت عبر بلدي نيوز المنظمات لمساعدتها وتأمين مسكن يراعي وضعها الصحي.
وكان فريق "منسقو استجابة سوريا"، وثق اليوم الخميس نزوح 268298 نسمة من المنطقة منزوعة السلاح في ريفي إدلب وحلب، موزعين على أكثر من 134 قرية وبلدة وفي المخيمات، ويتابع الفريق إحصاء أعداد النازحين الوافدين إلى مختلف المناطق منذ 16 كانون الثاني الجاري.
وأكد الفريق أن حركة النزوح من مختلف قرى وبلدات المنطقة منزوعة السلاح تزامنت مع سقوط العديد من الضحايا والإصابات في صفوف المدنيين، موضحا أنه وثق منذ بداية الحملة العسكرية لقوات النظام على المنطقة استشهاد أكثر من 130 مدنياً بينهم 40 طفلا.
يذكر أن قوات النظام والميليشيات الإيرانية بدعم من الطائرات الحربية الروسية تشن منذ تشرين الأول الماضي حملة عسكرية عنيفة على مدن وبلدات الشمال السوري المحرر، ما أدى إلى ارتقاء أكثر من 1700 مدني ونزوح مليون مدني من مناطق الاستهداف نحو الحدود السورية التركية، ومناطق درع الفرات وغصن الزيتون بريفي حلب الشمالي والشرقي.