بلدي نيوز
تصدر ملف إدلب إلى جانب ملفات اللجنة الدستورية وشرقي الفرات، جدول اجتماعات الدول الراعية لمسار "أستانا" خلال اليومين الماضيين، وحديث عن تعهد بهدوء نسبي بإدلب لوقف التصعيد في المنطقة.
ورغم حديث رئيس وفد المعارضة "أحمد طعمة" عن الاتفاق على تهدئة نسبية بإدلب بين الدول الضامنة؛ إلا أن البيان الختامي لم يتضمن أي إشارة لاتفاق واضح بشأن تلك التهدئة، مايجعل الأمر رهن المزاج الروسي المتقلب.
وبات التعويل في التوصل لتهدئة بإدلب ووقف التصعيد الجاري خلال الأشهر الماضية، يرتبط بقرار روسيا وسياستها غير الثابتة في هذا الصدد، حيث تعمد في كل مرة إلى تسكين المجتمع الدولي بتعهدات من هذا القبيل، سرعان ما تعود للتصعيد بدعوى الرد على خروقات من المعارضة أو تعرض قواعدها العسكرية لاسيما في حميميم للاستهداف.
ويرى متابعون لتطورات الوضع في الشمال السوري، أنه لايمكن التعويل على الهدن الروسية المؤقتة في وقف التصعيد، إذ سبق لروسيا الحديث عن هدن مؤقتة وأخرى دائمة في الشمال السوري، لكنها سرعان مانقضتها وعادت للتصعيد بالقصف.
وخلال سلسلة من الاجتماعات الخاصة بمسار "أستانا" وماتلاها من تصعيد روسي كبير، آخرها التصعيد الذي شهدته منطقة ريف حماة الشمالي وإدلب الجنوبي فور اجتماع "أستانا 13"، تتكشف جلياً كيف تضرب روسيا كل ما تعهدت به، وتشن عملية عسكرية واسعة النطاق في المنطقة، أفضت لسيطرتها على مناطق واسعة وسط استمرار التصعيد في المناطق الأخرى.
واتخذت روسيا خلال السنوات الماضية اتفاقيات خفض التصعيد التي أبرمتها مع الأطراف الدولية وفصائل المعارضة على الأرض، لتهدئة جبهات على حساب أخرى، والتفرد بالمناطق واحدة تلو الأخرى، ضاربة بعرض الحائط كل العهود والوعود التي قطعتها، لتقوم بعمليات القتل والتهجير لكل منطقة على حدة من خلال فرض اتفاقيات تحت النار مع الجهات المسؤولة هناك.
ورغم عودة الهدوء لإدلب نسبياً خلال الأيام الماضية، تزامناً مع مباحثات أستانا وغياب الطيران الحربي عن الأجواء، إلا أن هناك عدم ثقة لدى الأهالي والفصائل العسكرية على حد سواء بالهدن الروسية، وسط خشية من التصعيد المفاجئ في المنطقة خلال الأيام القادمة.