بلدي نيوز – أيمن محمد
يتعرض أكثر من نصف مليون مدني يعيشون في أحياء مدينة حلب المحررة إلى عمليات إبادة جماعية، جراء قصف طيران نظام الأسد والطيران الروسي المكثف، بهدف إجبار المدنيين على النزوح من المدينة وتفريغها من سكانها الأصليين كمرحلة أولى، وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ودعاة الحل السياسي في سوريا.
مئات المدنيين استشهدوا جراء القصف الذي استهدف المرافق الحيوية والمشافي والمدارس على مدار أسبوع، بهدف الضغط على المعارضة السورية وفصائل الثوار لتقديم تنازلات في محادثات جنيف.
تهجير المدنيين
ويرى النقيب في فيلق الشام "أبو المجد" أن هدف النظام وروسيا من وراء تكثيف القصف هو تهجير المدنيين من حلب، وتطويقها بغية الاستيلاء عليها.
وأضاف في حديث لبلدي نيوز أن هذا القصف يهدف للضغط على وفد المعارضة السورية في محادثات جنيف بعد إصراره على إسقاط أركان نظام الأسد وتشكيل هيئة حكم انتقالي كاملة الصلاحيات.
وأشار إلى أن عجز الميليشيات الإيرانية بالتقدم في ريف حلب الجنوبي وتكبدها خسائر فادحة وإفشال مخططها بالوصول إلى بلدتي كفريا والفوعة، دفع النظام وحلفائه الروس للانتقام من الفصائل الثورية عبر استهداف المدنيين الأبرياء في حلب.
ونوه القيادي إلى أن فصائل الثوار على أتم الجاهزية لصد أي محاولة تقدم برية للميليشيات الإيرانية أو لقوات النظام على حلب.
بدوره، أكد مصدر مطلع لبلدي نيوز أن خطة روسيا والنظام تعمل على تهجير المدنيين من حلب عبر تكثيف القصف على المناطق المأهولة بالسكان، والمشافي، والأسواق، والمراكز الحيوية كالدفاع المدني، كمرحلة أولى، وأشار إلى أن المرحلة الثانية تقضي بشن عمليات عسكرية برية للميليشيات الإيرانية بغطاء جوي روسي نحو مناطق الثوار جنوبي وشمالي حلب بهدف إطباق الحصار على المدينة.
ضوء أخضر أمريكي
ونوه المصدر إلى أن قصف طيران الأسد وبوتين جاء بضوء أخضر من قبل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، عندما زعم أن حلب أصبحت معقلا لجبهة النصرة، وأنه من الصعب التمييز بين "الإرهابيين والمعتدلين" في حلب.
وقال "على جميع الفصائل المعارضة إدراك أن معركة حلب ستكون مفصلية، كون أن الغرب يغض طرفه عن معاناة المدنيين ويتجاهل صور القتل والدمار الذي يمارسه الروس والإيرانيين والأسد في حلب"، داعيا الفصائل إلى توحيد عملهم العسكري ورص صفوفهم، ومنح الثقة لوفد الهيئة العليا للمفاوضات الذي يتعرض لضغوط كبيرة بهدف الرضوخ لمخطط الإبقاء على نظام الأسد وأركان نظامه.
مزاعم روسية
وكانت هيئة الأركان العامة للجيش الروسي، قد زعمت أن "جبهة النصرة" تحشد حول مدينة حلب السورية وتخطط لشن هجوم واسع النطاق.
وقال سيرجي رودسكوي قائد قيادة العمليات الرئيسية بهيئة الأركان العامة إن "المتشددين يخططون لقطع الطريق بين حلب والعاصمة السورية دمشق"، رغم أن الطريق يقع تحت سيطرة الثوار وتسعى الميليشيات الإيرانية للسيطرة عليه منذ بدء روسيا عدوانها على سوريا في 30 أيلول/سبتمبر من العام الماضي.
وكانت وكالة تاس الروسية نقلت عن رئيس وزراء النظام وائل الحلقي قوله، إن "روسيا وسوريا تعدان معاً عملية لـ"تحرير حلب" والتصدي لكل الجماعات المسلحة غير القانونية التي لم تنضم إلى اتفاق وقف إطلاق النار أو تخرقه"، وفق زعمه.
وكانت أفادت مصادر مطلعة لبلدي نيوز، أن إيران حشدت خلال الأشهر الماضية آلاف العناصر من الميليشيات العراقية والأفغانية وقيادات من الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج، لبدء معركة حلب الكبرى.
وأكدت المصادر أنه ومنذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا زجت إيران بعناصر الميليشيات تمهيدا لإطلاق معركتي الوصول إلى بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي، وفك الحصار عن بلدتي كفريا والفوعة في إدلب، وتطويق مدينة حلب من جهة الشمال عبر نبل والزهراء، وتحريك جبهات الوحدات الكردية في حي الشيخ مقصود بحلب، وكذلك الوصول إلى أوتستراد حلب-دمشق الدولي من جهة ريف حلب الجنوبي.
وأشارت المصادر إلى أن إيران أكثر المستفيدين من التدخل العسكري الروسي في سوريا، حيث عززت جبهاتها بالميليشيات مستغلة هدنة وقف إطلاق النار، ونوهت المصادر إلى أن فشل الميليشيات الإيرانية في ريف حلب الجنوبي هو سبب تأجيل إطلاق معركة السيطرة على حلب.