بلدي نيوز - (خاص)
ساد الغموض على مصير مدينة منبج بريف حلب الشرقي، خلال الساعات الماضية، وتضاربت الأنباء حول السيطرة عليها سواء من قبل قوات النظام وروسيا من طرف، والجيش الوطني السوري المشارك في عملية "نبع السلام" بجانب القوات التركية من طرف آخر.
توغل الروس
ونقلت وسائل إعلام روسية على لسان، سافار سافاروف، وهو ضابط الشرطة العسكرية الروسية، قوله؛ إن "وحدة من الشرطة العسكرية الروسية جابت شوارع مدينة منبج السوري للمرة الأولى، يوم أمس الثلاثاء، واستغرقت الجولة الأولى أكثر من 3 ساعات".
ولفت سافروف إلى أن ظهور العلم الروسي أوقف القتال تلقائيا لأن "الأتراك والأكراد لا يريدون الإساءة إلينا"، مؤكدا أنهم سيستمرون في تسيير الدوريات الأمنية في منبج للحفاظ على الأمن في هذه المدينة، على حد قوله.
دعاية النظام
عملت قوات النظام على نشر دعاية إعلامية لدخول مدينة منبج، إذ أعلن النظام نشر قواته في المدينة، بعد يوم من فتح محور عسكري باتجاهها من قبل الجيش الوطني العامل في عملية "نبع السلام" وسيطرته على عدة قرى بريف المدينة.
وقالت قناة الإخبارية السورية، أمس الثلاثاء، أن (وحدات من الجيش العربي السوري انتشرت في مدينة منبج بريف حلب الشمالي الشرقي).
تحرك الجيش الوطني
في عصر يوم الاثنين، بدأ الجيشان الوطني السوري والتركي، عملا عسكريا على مدينة منبج، وتمكنوا من إحكام السيطرة على عدة قرى بريفها الغربي، أبرزها قرى "الأزوري، وأم عدسة، والياشلي، والدندنية" بعد مواجهات مع عناصر قوات سوريا الديمقراطية، كما تمكنت تلك القوات من اغتنام دبابة للنظام كانت في المنطقة.
وسبق العملية حينها غارات جوية تركية وقصفا بالمدفعية تمهيدا للتقدم البري والزحف باتجاه المدينة، وفق ما أكده مراسل بلدي نيوز.
تلك الأحداث تزامنت مع انسحاب القوات الأمريكية من قاعدتها المقابلة لقرية "عون الدادات" شمالي منبج واتجهت إلى قاعدة قرب سد تشرين على نهر الفرات.
تكذيب ادعاءات النظام
بدوره، قال المتحدث بإسم "الجيش الوطني السوري" (يوسف حمود) الثلاثاء، إن "معظم القوات التي دخلت مدينة منبج هي من المقاتلين الأكراد القادمين من حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب".
وأضاف "القوات التي دخلت إلى منبج يحكى أنها قوات نظام، لكن غالبيتها من عناصر حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي"، مؤكدا أن مقاتلي الجيش الوطني "سيواصلون التقدم صوب منبج على الرغم من الإعلان عن دخول النظام إليها".
جولة مفاوضات
وجرت ليلة الثلاثاء جولة مفاوضات بين الجانبين التركي والروسي، حول المدينة، وصرّح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ليست قلقة من دخول ميليشيات النظام إلى منبج، إنما القلق من بقاء المتشددين -قسد- في المنطقة.
ودارت اشتباكات منتصف الليل بين عناصر قوات "قسد" و"الجيش الوطني" أسفرت عن سقوط قتيل من الأخير.
وتزامنت الاشتباكات مع غارات جوية مجهولة استهدفت رتلا عسكريا لقوات النظام بالقرب من قرية الفارات بريف مدينة منبج شرق حلب، أسفر عن سقوط 32 قتيلا، بحسب مصادر محلية حصل عليها مراسل بلدي نيوز.
من ناحية أخرى، أكدت وسائل إعلام النظام، صباح اليوم سيطرة النظام على كامل مدينة منبج، دون وجود أي إيضاح من قبل تركيا أو الجيش الوطني حتى كتابة هذا التقرير.
وتزامنت تلك الأحداث مع تجديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تأكيده الاستمرار في عملية نبع السلام في منطقة شرق الفرات، وتأمينها من مدينة منبج بريف حلب حتى الحدود التركية- العراقية".
وقال أردوغان، في القمة السابعة للمجلس التركي للدول الناطقة بالتركية، أمس الثلاثاء، إنه "خلال فترة قصيرة سنؤمن المنطقة الممتدة من منبج حتى بداية حدودنا مع العراق، لضمان عودة طوعية لمليون سوري إلى منازلهم في المرحلة الأولى ومليوني سوري في المرحلة الثانية".