بلدي نيوز – (عبد العزيز الخليفة)
أفاد مبعوث الأمم المتحدة، اليوم الخميس، إنه تم إحراز تقدم "متواضع" على صعيد توصيل المساعدات الإنسانية للسوريين المحاصرين، وإن الحكومة ما زالت تمنع دخول الإمدادات الطبية والجراحية لبعض المناطق، ووصف ذلك بأنه أمر "غير مقبول"، دون أية مطالبة للمجموعة الدولية بالضغط على النظام لإيصال المساعدات.
ودخل وفد أممي رسمي إلى مدينة داريا في غوطة دمشق الغربية بعد غياب دام قرابة أربع سنوات، السبت الفائت، تعرضت خلالها المدينة للقصف بمئات البراميل المتفجرة وقذائف المدفعية، وفق ما قاله ديمستورا، لكنها تناسى القول أن الزيارة الأممية جاءت من دون أي مساعدات إنسانية، وترأس الوفد الأممي السيدة خولة مطر ممثلة المبعوث الدولي دي مستورا، فقط لمعاينة الواقع الإنساني في المدينة المحاصرة منذ تشرين الثاني ٢٠١٢، وكأن اللافتات التي يرفعها المحاصرون من أبناء المدينة من كوكب آخر وليسوا من أطفال ونساء وشيوخ درايا المحاصرة.
وقال ستافان دي ميستورا في تصريحات صحافية عقب اجتماع أسبوعي لقوة العمل الإنسانية التي تتألف من قوى كبرى وإقليمية، إنه سيعين في الأيام القادمة مسؤولا كبيرا ليتولى قضية عشرات الآلاف من المحتجزين وهي قضية تتسم بالحساسية السياسية، رغم أن ملف المعتقلين تم تجاوزه من قبل المبعوث الأممي على مدار الجولات الماضية والذي من المفترض نقاشه مع وفد النظام لإطلاق سراح كافة المعتقلين الذين يموتون تحت التعذيب في زنازين حكومة الأسد.
وكشف دي مستورا عن جهود لإيصال المساعدات الإنسانية جوا إلى 6 آلاف شخص بحاجة إليها في ديرالزور.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، إنه أسقط جواً قبل أكثر من أسبوع، 26 طرداً، تضم 20 طناً من الإمدادات الغذائية لآلاف المدنيين الذين يحاصرهم تنظيم "الدولة" في دير الزور، إلا أن نشطاء من المدينة أفادوا لبلدي نيوز، أن النظام استحوذ على القسم الأكبر من المساعدات، وأبدوا تخوفهم من سرقتها، وتوزيعها على عائلات الشبيحة، أو بيعها بأسعار مرتفعة في سوق المدينة المحاصرة، علما أن التنظيم يحاصر بالمدينة نحو 200 آلف مدني.
تصريحات ديمستورا ولعبه بالمصطلحات أمام وسائل الإعلام، حول إيصال المساعدات الإنسانية لبعض المدن المحاصرة، حيث تناسى القول أن معظم المساعدات التي دخلت خلال الأسابيع الفائتة تحمل مواد تنظيف أكثر مما تحمل مساعدات غذائية لمحاصرين يموتون جوعا!
كما تناسى تحميل النظام السوري المسؤولية الكاملة عن عدم إيصال المساعدات كما يجب وفق القرار الأممي 2254.
تلاعب ديمستورا بالمصطلحات، دفع نشطاء سوريين معارضين للنظام السوري إطلاق حملة عبر منظمة آفاز تدعو الأمين العام للأمم المتحدة لتنحية المبعوث الأممي الحالي بعد فشله في تحقيق الحد الأدنى من متطلبات العملية السلمية وانصياعه لرغبات النظام السوري، حسب العريضة الموقعة.
وقالوا في العريضة "إن دي ميستورا انصاع للنظام ورغباته وتبنى مطالبه حتى كاد أن يكون جزء من وفد النظام، ولا يمكن اعتباره إلا شريكاً في الإجرام الأسدي بحق الشعب السوري، وما تغاضيه عن مئات الآلاف من المعتقلين في معتقلات الأسد".
وتابعوا "هناك مئات آلاف المحاصرين من قبل عصابات النظام الأسدي وحزب الله الإرهابي، والحرس الإرهابي الإيراني، وهذا دليل على تواطؤ دي ميستورا مع سفاح دمشق في سفك الدم السوري".
وطالبوا عبر العريضة "الأمين العام للأمم المتحدة بتنحية السيد دي ميستورا كمبعوث أممي إلى سوريا، بسبب مشاركته في عملية تلميع صورة نظام الأسد".
وكان عيّن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الدبلوماسي الإيطالي، ستيفان دي ميستورا، مبعوثاً خاصاً إلى سوريا في الشهر السابع من عام 2014.
وفشل المبعوث الأممي في التوفيق بين وفدي المعارضة والنظام خلال محادثات ولقاءات عديدة، جرى تنسيقها في جنيف.
وكان دي ميتسورا، قال في وقت سابق، إن فشل مفاوضات جنيف 3 حول التسوية السورية، سيؤدي إلى اندثار الآمال الأخيرة في حل النزاع.
وأضاف في مقابلة مع قناة "RTS" السويسرية، "إن هناك دائماً احتمال حصول فشل، لا سيما بعد مرور خمس سنوات على الحرب المروعة، لكن إذا فشلت المفاوضات هذه المرة، بعد انعقاد مؤتمرين في جنيف، لن يعد هناك أمل لسوريا".
ويبدو أن المحادثات السياسية في طريقها للفشل حسب محللين، بالتزامن مع التصريحات السياسية من دول عديدة حول انتهاكات نظام الأسد ودعوته أكثر من مرة لوقف انتهاك "اتفاقية وقف الأعمال العدائية".