بلدي نيوز- (ليلى حامد)
تتواصل الضغوط على الشعب السوري وتحديدا "المعارض" منه، الذي انحصر وجوده في الشمال، ولعل آخر هذه الضغوطات "وقف الدعم عن العملية التعليمية"، بعد أن أعلنت الجهات المانحة توقف الدعم عن مديريات التربية والتعليم في شمال غرب سوريا.
ويعتقد "ناصر السيد" مدير إحدى المدارس في ريف إدلب، انعكاس القرار سيكون سلبيا ليس فقط على مستوى أجور العاملين في القطاع التعليمي فحسب، وإنما سيطال التلاميذ، ما يعني كارثة إنسانية مستقبلا.
كما قالت "آمال محمد": "بات واضحا التواطؤ في استهداف الصرح العملي، بعد توقف قصف الروس لهذه لمنشآت بقصم ظهرها عبر وقف الدعم عنها، ويذكر اﻷستاذ خلدون عيسى وهو مدرس في إدلب، أنّ القطاع التعليمي منفصل تماما عن أي اعتبار سياسي أو مصلحة أخرى، على اﻷقل لصالح الطلاب فماذا يفيد هذا القرار، وفي هذا التوقيت تحديدا، والحديث فيه عن وضع إدلب المجهول وخشية الناس من المستقبل والمصير؟.
وأدان فريق منسقو استجابة سوريا، أمس الاثنين، توقف الدعم من قبل الجهات المانحة على مديريات التربية والتعليم في شمال غرب سوريا، محذرا من حرمان أكثر من 840 مدرسة في شمال غرب سوريا من الدعم.
كما حذر البيان من تسرب أكثر من 350 ألف طالب وطالبة في جميع المراحل التعليمية جراء وقف الدعم، حيث تقدر بعض التقارير أعداد المدرسين المتضررين بأكثر من 3000 مدرس ومدرسة.
وأوضحت "أمل مصطفى" مديرة إحدى مدراس أريحا، أنّ الضرر سيكون باتجاهين؛ المعلمين والطلاب على حدّ سواء، ولفتت إلى أنّ مصير ما يزيد عن 2000 مدرس وأكثر من 300 ألف طالب بخطر، ﻻ سيما بعد موجة النزوح اﻷخيرة.
يشار إلى أنّ المنشآت التعليمية تعرضت للقصف والتدمير جراء استهدافها بالطائرات الروسية وطائرات النظام ، ﻻ سيما في اﻷشهر القليلة الفائتة، فقد وثق منسقو اﻻستجابة تدمير أكثر من 115 منشأة تعليمية خلال الحملة العسكرية الأخيرة على مناطق شمال غربي سوريا.
ويتعاظم الخوف على مصير الطلاب وتوجههم إلى سوق العمل، في ظل الظروف المعيشية الراهنة وعدم وجود بدائل لدى الأهالي.
وترى السيدة "إلهام" والدة لطالبين في ريف إدلب، أنّ هذا الجيل من أبناء المعارضة هو الهدف من هذه الحملة، وطالبت بالنظر في قرار وقف الدعم عن القطاع التعليمي، في حين تعتقد السيدة "وصال" المهجرة من ريف دمشق، أنّ احتراف ولديها أي مهنة، خيرٌ لهما من التأرجح في المجهول، حسب وصفها.
وفي الصدد، أكدت مديرية التربية والتعليم في إدلب انقطاع الدعم جزئيا عن المؤسسات التعليمية في الشمال السوري، وكان تحدث مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة "OCHA" في 23 آب/أغسطس الفائت، ضمن تقريرٍ له؛ أنّ سد الحاجة التعليمية لـ 37.5 ألف طالب من النازحين فقط خلال الفترة الأخيرة، يتطلب 4.7 مليون دولار.
وبحسب تقرير أصدرته منظمة "إنقاذ الطفولة"، في 4 أيلول/سبتمبر الجاري؛ "من أصل 1193 مدرسة في المنطقة، لا تزال 635 منها فقط في الخدمة، فيما تضررت 353 منها نتيجة القصف أو جرى إخلاؤها، وتستخدم 205 مدرسة ملاجئ للنازحين"، محذرةً من أنّ ما تبقى من مدارس قادرة على استيعاب 300 ألف من أصل 650 ألف طفل، ما يعني حرمانهم من التعليم بسبب الهجمة العسكرية.