بلدي نيوز – إدلب (ليلى حامد)
دفع ارتفاع الإيجارات في محافظة إدلب وﻻ سيما في المناطق الحدودية الكثير من العائلات المهجّرة إلى التوجه نحو بلدتي كفريا والفوعة التي كانت تقطن فيها عائلات موالية للنظام قبل رحيلهم باتجاه مناطق سيطرة النظام العام الماضي.
بالمقابل؛ اضطرت عائلاتٌ مهجرة للاستقرار بكفريا والفوعة بعد دفع مبالغ ماليةٍ كبيرة لترميم بعض البيوت والمحال، التي أحرقها أصحابها اﻷصليون، قبل خروجهم.
وأفاد "عبد الرحمن" من مهجري مدينة قدسيا بريف دمشق الغربي لبلدي نيوز؛ أنه وعائلته استقروا في شقةٍ مؤلفة من 4 غرف.
وأردف؛ "المنزل لم يكن صالحاً للسكن، اﻷرضية من طين، والنوافذ تم خلعها، فضلاً عن احتراق إحدى الغرف التي من الواضح أنها احتوت على بعض اﻷوراق التي أحرقها أصحابها قبل خروجهم".
وأجبر الشاب على اﻻستدانة من بعض ذويه، ﻹجراء إصلاحات للمنزل الذي اختاره، وقدر المبلغ بما يزيد عن 800 دوﻻر، وفق قوله.
وﻻ يختلف اﻷمر بالنسبة للشاب "خيرو" من مهجري ريف دمشق أيضاً، والذي أكد لبلدي نيوز أنه أعاد ترميم المنزل الذي كان تعرض للقصف واضطر لإصلاحه.
ويؤكد "عبد الرحمن" و"خيرو" أنّ المسألة لم تنتهِ هنا، بل يتوجب علينا سداد مبالغ شهرية ﻹحدى الفصائل التي تعتبر هذه البيوت داخلة ضمن قائمة غنائمها.
ويتراوح آجار المنزل ما بين 5000 ل.س إلى 20 ألف ل.س، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بالمناطق الحدودية، التي قد تصل إلى مائة ألف ليرة.
وعلى الرغم من أنّ المنطقة ليست آمنة وتعرضت للاستهداف بالطيران الحربي الروسي؛ إﻻ أنّ العامل المالي أرخى بظلاله وفرض على البعض التوجه إلى البلدتين.
يشار إلى أنّ حاﻻت كثيرة مشابهة أجبرت على التوجه إلى البلدتين، اللتان تعتبرها بعض سكانها الجدد "الملاذ للمرهق مالياً"؛ فالغالبية أجبرت على اﻻستدانة لترميم تلك البيوت، طمعاً في جعلها صالحةً للعيش.
يذكر أنّ أهالي كفريا والفوعة المواليتين للنظام، أخرجوا بموجب اتفاق روسي-تركي مع الفصائل والنظام منتصف العام الفائت، ويقدر عددهم بما يقارب الـ"30 ألفاً".