بلدي نيوز – ريف اللاذقية (أبو عمار اللاذقاني)
معاناة جديدة إضافية فرضها الواقع المرير الذي يعاني منه أهالي ريف اللاذقية بعد أن نزحوا لمرات عدة هرباً من قصف النظام المكثف على الريف، ليواجهوا أزمة جديدة تجسدت بارتفاع أسعار إيجارات المنازل في المناطق التي نزحوا إليها.
تهجير طال الكثير من العائلات في ريف اللاذقية، تعرضت العديد منها لأربع مرات متتالية من النزوح المتكرر لتستقر أخيراً في ريف إدلب الغربي قرب الشريط الحدودي التركي.
أبو وحيد أحد النازحين من ريف اللاذقية قال لبلدي نيوز "تعرضنا لاستغلال كبير من قبل سكان بعض القرى، ففي الوقت الذي لا نملك فيه مصدر دخل ونسعى لتوفير ثمن طعامنا، كانت إيجارات المنازل ترتفع شيئاً فشيئاً".
وأضاف "هناك طمع واضح من أصحاب بعض المنازل، فأثناء بحثي عن منزل مناسب لاستئجاره، وجدت واحداً إيجاره يصل إلى 30 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 65 دولار، وبعد اتفاقي مع صاحب المنزل على مبلغ الإيجار، تفاجأت في اليوم الثاني أنه أجره بسعر أعلى لغيري".
ولا يزال أبو وحيد يبحث إلى اليوم عن منزل مناسب للإيجار يأوي عائلته، ويتفرغ بعد ذلك للبحث عن عمل يغطي تكاليف الاستئجار بريف إدلب.
وارتفعت إيجارات المنازل في ريف إدلب بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة جراء تزايد الطلب عليها من قبل العائلات النازحة من ريف اللاذقية بعد الحملة الهمجية التي شنها نظام الأسد بتغطية جوية روسية على قراهم في المنطقة.
أبو محمد أحد النازحين من جبل الأكراد، توجه إلى جسر الشغور وبدأ بالبحث عن منزل لاستئجاره، يقول في حديث له مع بلدي نيوز "بعد بحث طويل وجدت منزلاً إيجاره نحو 10 آلاف ليرة سورية، ورغم أن المنطقة غير آمنة فهي تتعرض للقصف الجوي مثل سواها، لكنني اضطررت للاستقرار فيها ولو بدفع مبلغ شهري مرتفع للمؤجر".
وأصبحت قضية تأجير العقارات في ريف إدلب تجارة مربحة حسب رأي البعض، سيما عند ملاحظة ارتفاع الأسعار بشكل جنوني في بعض المناطق التي يتوفر فيه نسبة أمان أكبر من غيرها.
ويقول أبو خالد أحد النازحين من ريف اللاذقية "إن سبب غلاء المنازل يعود لعدة أمور، أولها أن المستأجر لا يحافظ على المنزل ما يعرض المؤجر إلى خسارة في تصليحات قد تطرأ على منزله بعد خروج المستأجر، إضافة لعدم وجود مصدر رزق لأصحاب المنازل المؤجرة، ناهيك عن طمع بعض النفوس واستغلالهم للمستأجر، بينما المستأجر يضطر إلى دفع مبلغ ولو كان كبيراً بسبب ضرورة إيجاد مأوى له".
وتتباين إيجارات المنازل حسب كل منطقة، ففي المناطق الحدودية مثل سرمدا وحزانو يتراوح سعر إيجار المنزل الواحد بين 150 دولار و800 دولار، ولا يقبل من المستأجر الدفع بالليرة السورية، فيما تنخفض قيمة الإيجار في مناطق أخرى لا يتوفر فيها الأمان، أما في مناطق سيطرة النظام، ارتفعت إيجارات المنازل بين 50 ألف إلى 100 ألف ليرة سورية.