بلدي نيوز
تناقلت وسائل إعلام عدة خبر تعيين علي مملوك، والذي ينحدر من الطائفة السنية، في 7 تموز، بمنصب نائب الرئيس للشؤون الأمنية، بعد أن شغل رئيس مكتب الأمن القومي في سوريا.
كما استقال مؤخراً شخصاً آخر من المؤثرين في دوائر النظام، اللواء جميل الحسن، الذي ينحدر من الطائفة العلوية، بعد أن شغل منصب رئيس المخابرات الجوية.
والجدير بالذكر، أن كلا الرجلين مدرجين على قائمة العقوبات الأمريكية، ومن المعروف عنهما موقفهما المتشدد من أي معارضة لنظام الأسد؛ إلا أن وضع مملوك مختلف قليلاً عن الحسن، وفقا لتقرير أعده موقع المونتير الأمريكي.
وبحسب التقرير، سافر مملوك، على الرغم من العقوبات، إلى دول عديدة للمشاركة في محادثات سرية، منها إلى أوروبا وسلطنة عمان والسعودية وتركيا ومصر، وشارك أيضاً في حزيران 2018 بحوار مع الاستخبارات الأمريكية.
وهناك تفسيرات عديدة لمنصب مملوك الجديد، مع وجود شكوك حول صلاحياته الحالية، خصوصاً أن منصبه لا يتمتع بهيكل إداري موسع.
كذلك الأمر بالنسبة للحسن، الذي شغل أعلى منصب أمني من 2009، وتم تمديد ولايته لمدة عام، قبل أيام قليلة من عزله ما يعني أن السبب الأساسي لاستقالته لا علاقة له بالمشكلات الصحية المزعومة.
وتقول المصادر نفسها، إن إقالة الحسن أتت بعد مفاوضات استغرقت أربع ساعات ودارت بين ضباط إسرائيليين وقادة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، مشيرةً إلى أن المفاوضات تمت بوساطة روسية وعُقدت أواخر حزيران في القنيطرة.
وبحسب المصادر ذاتها، حضر الاجتماع قادة من الفيلق الخامس، الذي تشكل في 2016 وأشرفت عليه روسيا.
ويحتضن "الفيلق الخامس" قيادات سابقة من الفصائل، وبحسب ما ورد، طلبت إسرائيل بدمج الفيلق ضمن التي يديرها النظام وتثبيته في الهياكل العسكرية. كما طلبت إسرائيل خلال الاجتماع، نقل المليشيات الموالية لإيران بعيداً عن الحدود.
وقال مصدر مطلع على عمل المشرفين الروس في سوريا، إن موسكو تسعى جاهدة لأن تكون وسطياً في سوريا ولكبح جماح إيران، وتستغل ذلك كورقة تستفيد منها في المفاوضات.
مع ذلك، لا تلعب روسيا دوراً مباشراً في التعيينات الجديدة التي تغير من الصفات الرسمية للموظفين الأمنيين.
وأشار المصدر إلى أن الأسد يسعى لتحقيق التوازن بين مصالح طهران وموسكو، وقال إن "الصراع بين ما يسمى بالأطراف المحسوبة على إيران وتلك المحسوبة على روسيا أثر بدرجة ما على عمليات الاعتقال والتعيينات ولكنه لا يرتبط بشكل مباشر بها".
وقال إن "تنوع المصالح والاختلافات، يتم أخذهم بعين الاعتبار عندما يتم إعادة توزيع السلطة داخل النظام، وتستخدم كذلك لمراعاة مصالح الأسد وشركائه".
بالمقابل، قال مصدر آخر على صلة وثيقة بالدوائر الدبلوماسية الروسية، إن محاولات روسيا للعب دور المصلح يجعلها متورطة في عمليات تطهير القوات المسلحة والأمنية المرتبطة بالنظام، خصوصاً مع تفشي الفساد بين القادة، وسوء الانضباط الذي يقوض القدرات المهنية و القتالية لهذه القوات.
ودعا المصدر الدبلوماسي إلى تناول الدور الروسي بواقعية، قائلاً: "هل ترغب بمعرفة قدرة روسيا الحقيقة في التغيرات الأخيرة؟ تذكر الصعوبة التي واجهتها موسكو في إقناع دمشق بالموافقة على القائمة التي تضم أعضاء اللجنة الدستورية".
المصدر: أورينت نت