بلدي نيوز
كشفت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية، أن اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري ومليشيات إيرانية مختلفة تجري في مدينة الميادين بريف دير الزور شرقي سوريا، منذ 26 من الشهر الحالي.
وقالت الكاتبة ليوبوف شفيدوفا في تقرير لها للصحيفة؛ إن "الوضع تفاقم بعد محاولة مجموعة من العسكريين السوريين السيطرة على واحدة من مناطق مدينة الميادين، لكنها فشلت في ذلك بسبب نجاح مليشيا لواء الفاطميين الشيعة التي تسيطر على المدينة في التصدي لهم".
وأوضحت الكاتبة أنه "في مرحلة ما بدأت قوات النظام في التغلب على خصمها، لكن وبشكل مفاجئ استعانت مليشيا لواء الفاطميين الشيعة بالقوات الإيرانية الرسمية، أي فيلق الحرس الثوري الإيراني، مما أدى إلى احتدام المعركة، ونتيجة لذلك فشلت قوات الأسد في السيطرة على المنطقة وتكبدت ستة قتلى والعديد من الجرحى".
وأكدت الكاتبة أن قوات الأسد تراجعت ولم تعد مسألة السيطرة على المدينة ضمن مخططاتها بالوقت الحالي، كما تشير مصادر أخرى إلى وجود مفاوضات جارية بين الجانبين السوري والإيراني في هذا الصدد.
ولا تعتبر هذه المواجهات الأولى من نوعها في المنطقة التي تعتبر ذات أهمية استراتيجية لطهران، لقربها من خطوط إمداد قواتها عبر الحدود العراقية، حيث جرت مواجهات مماثلة بين قوات النظام وميليشيات إيرانية قبل أسابيع في مدينة البوكمال، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
وذكرت الكاتبة أن جوهر المشكلة يكمن في أنه "بعد تحرير شرق سوريا من قبضة تنظيم الدولة، لم تسيطر القوات الموالية للأسد والأكراد على المنطقة، بل سيطر عليها الإيرانيون والأكراد فقط".
وأضافت، من هذا المنطلق أصبح الإيرانيون والعديد من الجماعات المتحالفة معهم يحكمون قبضتهم على مناطق مهمة من محافظة دير الزور المتاخمة للضفة الغربية من الفرات، وتصر إيران على السيطرة على هذه الجهة لتأمين التواصل المستمر بين الجماعات الشيعية في العراق وسوريا.
ونقلت الكاتبة عن المستشرق والمحلل السياسي الروسي أوليغ غوشين، أن هذه المشاكل كانت متوقعة لأسباب عدة من بينها أن الشعب السوري "شعب علماني" على عكس نظيره الإيراني "المتعصب"، وعموما لا يحب السوريون الإيرانيين، لكنهم كانوا مجبرين على مجاراتهم والتعامل معهم لكسب الحرب، ولا سيما أن إيران ما زالت تساعد سوريا في العديد من المسائل.
ويقول غوشين: "في ظل هذا الوضع باتت رغبات دمشق التي تسعى لتنظيم الحياة بطريقة ما في البلاد خلال فترة ما بعد الحرب- واضحة، وإنها ترغب في مغادرة جميع القوى الأجنبية أراضيها بلا استثناء".
وأضاف، "هذا النوع من المناوشات قد يتكرر في المستقبل دون أن يؤدي لصراع خطير واسع النطاق، إذ سيتم النظر فيه من قبل المستشارين العسكريين".
المصدر: الجزيرة نت